علامة الجزيرة في قلوب محبيه
|
وكلّ خليل يُخلق النأي حبه
وحبك ما يزداد إلا تجدّدا
هذا هو لسان حال محبيه بل هو حقيقة حبهم إياه، فمن أحب غائباً لا يرجى إيابه فقد صدق ووفى، ولقد شهد منزل الشيخ الراحل حمد بن محمد الجاسر مساء يوم الثلاثاء 13-3- 1427هـ حضوراً وجمعاً مكثفاً من الأمراء والعلماء والأدباء والوجهاء من داخل المملكة وخارجها يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الرئيس الفخري لمؤسسة الشيخ حمد الجاسر الخيرية في الاجتماع السنوي الرابع لمجلس أمناء المؤسسة، وبمناسبة مرور أربعين عاماً على صدور أول عدد لمجلة العرب، وكانت ليلة مقمرة حافلة بحضور نخبة من رجالات هذا الوطن جرى فيها تبادل الأحاديث الودية، وأحاديث شيقة نوه فيها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بمآثر شيخنا الراحل حمد الجاسر:
وما بقيت من اللذات إلا
محادثة الرجال ذوي العقول
فهذا الاجتماع الدوري الودي اجتماع الوفاء نور بتتويج وبتواضع راعيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وبسلامه ومصافحته لكل الحضور فرداً فرداً، ومثل هذه السجايا الحميدة والتواضع الجمّ لا يستغرب على من هو بمنزلة في الصفات العالية، ولم يعط الإنسان أجمل ولا أفضل من حسن التعامل والتواضع، ولله درّ القائل:
وأحسن أخلاق الفتى وأجلها
تواضعه للناس وهو رفيع
والحقيقة أن جوّ تلك الأمسية التي تحيطها هالة كبيرة تمثلها نخبة ممتازة من محبي صاحب الدار يُلزم من حضر بأن يفرغ ما بخاطره معبراً عن شكره لله، ثم لهؤلاء جميعاً على حضورهم ووفائهم المستمر وصادق ودّهم للشيخ حمد الذي سبق أن أدار ظهره عن داره صوب الدار الباقية - رحمه الله - شاكرين لابنه البار الأستاذ معن على مواصلته بره بوالده رغم مشاغله المتتابعة، وحسن انتقائه لكل ضيف يثري الجلسات الأسبوعية مما يزيد في كثافة الحضور ويشد السامعين مع المبالغة في الاحتفاء بهم واحترامهم جميعاً، وشكرهم على الاستمرار وتضحيتهم بنصيب مهم من الإجازات الأسبوعية المحببة لكل إنسان تفضلاً منهم، مبدياً سروري وغبطتي بأولئك الأوفياء الذين ما أن تبلغ الساعة العاشرة صباح كل يوم خميس ألا وتراهم يتقاطرون على ذلك المورد العذب الذي يطرح فيه الكثير من الموضوعات حول مآثر علامة الجزيرة العظيمة الحافلة بالعطاء لهذا الوطن وبكنوز المعرفة والعلوم المتنوعة: من تاريخ وجغرافيا وعلوم انسانية وآداب وشيءئ من سوانح ذكرياته الجميلة، ورحلاته المتعددة في جوانب الأرض، وآفاق الدنيا المتباعدة حيث جال هذه المملكة عرضها وطولها مبكراً قبل توفر المواصلات المريحة والاتصالات مقربة البعيد وتذليل عقبات الطرق فسار في سهولها وعلا آكامها وهضابها، وأعلامها الشامخات المواكث المحفوفة بالمخاطر والمتاعب، كل ذلك لإطفاء ظمأ طموحاته في تحقيق شيء يستفيد منه من خلفه من الأجيال القادمة، وليسهل التعرف على الكثير من أعلامها الرواسي البارزة، في جوانب هذا الوطن رحب المناكب - أدام الله أمنه واستقراره - مما جعل خاطره يفيض ويتدفق بذلك المخزون الهائل من المعارف على آلاف الصفحات لتنتفع بها الأجيال من بعده، وكأنه يقول لكل فرد: (كن بالدعاء لنا والخير مدّكراً)، وعن كفاحه وسيرته الذاتية طويلة المدى ثرة المعرفة، فيقتات منها المؤلف والمتحدث بما يراه مناسباً لموضوعه، فتجد البعض من الحضور يأتي من أماكن نائية رغم ما يعانيه من العوائق البدنية والجسمانية مستسهلاً ذلك؛ وفاءً لمن وارته التُّرب أمثال: الشيخ الفاضل أحمد بن علي آل مبارك من منطقة الأحساء، ومثله الأستاذ الكريم حجاب يحيى الحازمي من مدينة جيزان، ومن بلاد القصيم، ومن الأماكن المتاخمة لمدينة الرياض يحدوهم الوفاء لابنه البار الأستاذ معن، ولمن عز عليهم غيابه الأبدي (كأنما بينهم في وده رحم)، ومَن كانت هذه سجاياهم لا يتطرق الشك في صدق محبتهم إياه، وفي هذه العجالة لا يسعني إلا أن أكرر شكري وتقديري لراعي تلك الأمسية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، متمنياً له دوام الصحة وسعادة الدارين.
عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف- حريملاء
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|