Culture Magazine Thursday  30/05/2013 G Issue 408
حوار
الخميس 20 ,رجب 1434   العدد  408
 
برغم صعوبة التجربة وقسوتها
فتحية العسال:تجربة السجن علمتني الكثير

 

القاهرة- مكتب الجزيرة- أحمد عزمي

في شبابها خاضت الكاتبة «فتحية العسال» تجربة العمل السياسي، وكان نتيجة ذلك أن اكتوت بنار الاعتقال والسجن حوالي ثلاث مرات، بسبب مواقفها المنحازة للفقراء والمهمشين، وهو ما تجلى في إبداعها بكل مستوياته.

حرمت «العسال» من التعليم في سن مبكرة، لكنها عوضت هذا التأخر وأصبحت من أبرز الكاتبات في العالم العربي، في مجالات السيناريو والكتابة المسرحية، وقد توجت هذه المسيرة بإصدار سيرتها الذاتية في جزئين تحت عنوان «حضن العمر».

تعرضت للاعتقال أكثر من مرة بسبب قضايا سياسية فما ذكرياتك عن هذه المرحلة؟

- في العام 1954 كنت أشارك في إحدى المظاهرات فتم القبض علي، وكنت حاملا في الشهر التاسع، واحتجزت في قسم الشرطة لمدة أربعة أيام، أما في المرة الثانية فكنت قد أنجبت ابني الأول وكان لا يزال في مرحلة الرضاعة، وكانت مدة سجني أطول من المرة الأولى، فقد سجنت أربعة عشر يوما، وفي المرة الأخيرة التي قبض على فيها كنت قد أنجبت أبنائي كلهم، وتم إيداعي سجن النساء بالقناطر، واستمر حبسي خمسة أشهر كاملة، وأذكر في ذلك الوقت أنه كانت تعرض لي مسرحية «نساء بلا أقنعة» وجاء يوم الافتتاح وكنت محبوسة، ولحسن الحظ كانت معي نسخة من المسرحية ،فجمعت النساء الثماني اللاتي كن معي في الزنزانة، وأخبرتهن برغبتي في تمثيل المسرحية، وحفظت كل واحدة دورها وقمنا بتمثيل المسرحية.

ولذلك كتبت تجربتي داخل السجن في سيرتي الذاتية التي حملت اسم «حضن العمر» فرغم صعوبة تجربة السجن، فإنني أحمد الله أن من علي بزوجي الراحل عبد الله الطوخي، الذي كانت له مواقف لن أنساها، فقد تعرض لتجربة السجن أيضا، وكنت أذهب وراءه، في كل مرة يسجن فيها، وكان له دور كبير في طمأنتي على أبنائنا حين تعرضت لتجربة السجن .

هل أنا فعلا حرة أم مدعية حرية، تسألين نفسك هذا السؤال في نهاية الجزء الأول من مذكراتك، فهل الحرية هي التي قادتك إلى السجن؟

- طبعا، ليس البحث فقط عن الحرية، فأنا من الأساس كنت ضد الاستعمار وضد الفاشية وضد الحكم الفردي، وضد التبعية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وقد رفضت في حكم عبد الناصر الفردية وحكم الفرد، وعدم وجود ديمقراطية، لكني أرى الآن أن الرئيس عبد الناصر هو الزعيم الوطني الأوحد تقريبا، لأنه حافظ على الكيان المصري والقومية العربية وعروبة مصر، فعبد الناصر له فضائل كثيرة جدا، وهذا لم يكن يمنع من مواجهته بالأخطاء التي حدثت في عهده، خاصة المطالبة بالديمقراطية، وهذا ما أدى إلى سجني عام 1954، وكنت يومها أشارك في مظاهرة ضد الأحكام العرفية، وسجنت أيضا في عهد السادات بسبب معارضتي لـ»كامب ديفيد» عندما تشكلت لجنة الدفاع عن الثقافة القومية لمواجهة التطبيع في المجال الثقافي وأنا كنت جزءا منها وكانت معي الدكتورة لطيفة الزيات وعواطف عبد الرحمن وأمينة رشيد ورضوى عاشور وعبد العظيم أنيس ومحمود أمين العالم ونبيل الهلالي وجمال الغيطاني ويوسف القعيد، وفي معرض الكتاب عام 1979 تم تخصيص جناح لإسرائيل فخرجنا جميعا وحرقنا العلم الإسرائيلي، وتظاهرنا، وأثناء الليل قبضوا علي، ووجدوا في بيتي المطبوعات والمنشورات التي تخص اللجنة وأودعت سجن القناطر.

ماذا عن تأثير تجربة السجن على أعمالك الفنية؟

- ن البداية وأنا مهتمة بقضية الوطن بشكل عام وقضايا المرأة بشكل خاص، وعندما دخلت سجن النساء قابلت المجرمات الجنائيات، فضلا عن المعتقلات، وتعرفت بقرب على قضايا المرأة،? لقد أثرت حكاياتهن على اللاوعي عندي، وعند إقدامي على كتابة نص «سجن النساء» وصلت إلى أن المسجونات المجرمات كن نتيجة ولسن سببا?أما السبب فهو الظرف الاجتماعي والاقتصادي، ومن هنا زاد عندي اليقين بالنضال من أجل تغيير المجتمع هذا هو الارتباط الذي حدث عندي نتيجة تجربة السجن .

ألا يشكل انتماؤك الحزبي قيدا عليك كمبدعة؟

- أنا أدخل الحزب أو التنظيم المرتبط بطبيعتي وبقناعاتي، فمثلا انتميت إلى أحزاب، تطالب بالتغيير، وأنا أيضا أطالب بالتغيير فلا تضارب هنا، دخلت بعد ذلك حزب التجمع، اليساري يوم توقيع معاهدة «كامب ديفيد» لأنه كان رافضًا لهذه الاتفاقية، وكانت هذه هي القضية الوطنية الأولى آنذاك.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة