Culture Magazine Thursday  30/05/2013 G Issue 408
فضاءات
الخميس 20 ,رجب 1434   العدد  408
 
أبيض غامق
أعمال صياغة
نورة المطلق

 

كل هذا البعض الأكثر إلى أين يركضُ حاملاً الحياة على عاتق القدر كَرّة وكَرّة على عاتقه؟ وفقاً للوقت وللمتاح وآخر الفواتير؟! هذا الاستهلاك اليومي والليلي لفكرة الحياة دون نقطة لامعة بؤس حقيقي لا يتذوقه إلا هذا البعض الذي اتفق الكل على تسميته (بعضاً) هؤلاء المتشابهون في الركض والحفر والأمنيات والطفولة والحماقات ولقمة العيش (ولقمة القاضي), يقفون في طوابير ليتقاطعوا مع الفراغات والتسميات والهوامش والخراب, ثم يعاودون الركض! ستبلى كل الأحذية وسيمشون يوماً بآثار أقدامهم التي نَحتت الطريق دون خيوط. الطريق لا تهب أحذية ولا جوارباً إنما تهب نهايات محسومة.

> لا يمكن لأي عامل من عوامل التمدن أو التراجع أن تعبث بتصميم أصلي لطراز روحي. هو الوحيد الذي يظل يقاوم كثيراً, وكثيراً أخرى ما يصمد وبالتعيين حين يكون به شبه فائض بالفطرة , وأحيان أخرى لا يكون به ذاك الشبه, لكنه يظل ثابتاً. وسواء كان أم لم يكن طرازاً ديناً أو قيمياً, أو حتى مما كونته المفاهيم المجردة وأخذ الطابع التكدسي للأشياء؛ فإنه لا يقبل التحول أو أي شكل قابلية لذلك. ربما يقبل بالترميمات وأعمال الصيانة والصياغة الأخرى دون المساس بالتصميم. هذه الأنماط تجعلني أحترم عنادها كثيراً! اتفقتُ معها أو اختلفت!

> حين لا تتقابل الصور الثقافية في أي حضارة, أو حتى في المجتمع الواحد, لا يتاح لنا أن نستعديها لأننا نجهلها, ونرفضها لمجرد أنها (آخر) مبهم. لا قيمة لشيء إن لم يكن له مضادا, وأشياء تختلف عنه من الجانب الأبيض من أجل إشباع فكرة الاختلاف نفسها والتعددية التي لا تقصد أبداً أن تصنع عِداء وإلغاء. لأن فكرة المجموعة الملونة جميلة جداً, باعثة على التأمل والنظر المعمَّق.

لنُحَمّض الصور التي تخصنا ونؤطرها بما يلائمنا ونسعى لإيجاد الفروق العشرة, وقطعة الأحجية الذهبية؛ لنحل اللغز ونستمتع بالحياة.

> أتأمل كثيراً في أصيص النباتات الصغيرة التي لا أدري متى وكيف تخاتلني وتكبر ويتغير شكلها في اليوم التالي, وكيف أنها بهدوء مائي منعش تغير نفسها وتتمرد بصمت على الطين الأسود المحاطة به وتورق.. أسألني هل يمكن أن أتمرد على طينيتي بذات الطريقة؟! وأُغيّر ما بنفسي حتى يغيرني الله؟! التمردُ على الذات وكنسها جيداً من كل ما يعلق بها من الذي نفاتح به أنفسنا من البياض المتسخ الذي سرقه أصحابه ووضعوه لدي كأمانات مؤقتة!! ومن السواد حين أدخل إلىّ قادمة من العالم! أظنني لست بحاجة إلى قدوة أو خطة مذهلة هنا! طالما ثمة جذور راسخة, سأنظر إلى الأعلى فقط كما فعلت نبتتي وكبرت على أصيصها!

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة