Culture Magazine Thursday  10/01/2013 G Issue 393
الثالثة
الخميس 28 ,صفر 1434   العدد  393
 
..وانتهى عام فماذا أنجزنا؟

 

فاطمة الرومي - الثقافية

رحل العام 2012 مخلفًا وراءه ثورات وانقسامات وجراحات أدمت جسد الوطن العربي ولا يزال يعاني آثارها على كافة الأصعدة والمشهد الثقافي ليس بمنأى عن هذه الأحداث حيث تُلقِّي بظلالها عليه. ترى ما الأحداث الأبرز في المشهد الثقافي سواء على الصعيد المحلي أو العربي وما الأحداث الأسوأ التي سجَّلت في صفحات العام 2012؟

(الثقافيَّة) حملت هذا السُّؤال إلى عدد من المُثقَّفين فجاءت إجاباتهم على هذا النحو:

بداية تحدث الأستاذ محمد علي قدس حول ذلك بقوله:

مما لا شكَّ فيه أن إرهاصات الخريف العربي كان الحدث الأبرز لعام 2012م، فقد كان من التداعيات التي كان لها تأثيرها القوي في المشهد العربي. وأحدثت حراكًا فكريًا.. مما كان نتاجًا لها.. إعلام جديد وثقافة جديدة في عالم متغير. وقد وجد الكثير من المُثقَّفين والمبدعين مساحات واسعة وغير مقيَّدة للطرح والحوار ونشر تغريداتهم بتأثير كبير وإيجاز مؤثِّر. وقد أصبحت نوافذ هذا الإعلام مُتنَفسًا للمثقفين ومحركًا أساسيًّا لتوجُّهات المفكرين وقراءات محللي الأوضاع السياسيَّة.

وبدا واضحًا الدور الذي ظهرت به المرأة السعوديَّة مثقفة ومنتجة.. وقد تبوأت مكانها اللائق بها الذي تستحقه في مجالس إدارات الأندية الأدبيَّة والمؤسسات الإعلامية.

في مقابل هذا نستغرب غياب النُّخب الثقافيَّة والفكريَّة.. وتخليها عن دورها التاريخي في الإصلاح.. ونتيجة لذلك نجد ما يعيب المشهد الثقافي على المستوى العربي. حيث تختلط المفاهيم ويحتدم الصراع بين أطراف الحوارات الوطنيَّة الذين يمثِّلون مختلف الاتجاهات.. وكنَّا قد شهدنا في السابق الصراع بين الأصوليين والحداثيين. ولم يكن بحدة حوارات اليوم وما فيها من نبذ للألقاب وإلقاء التهم.. كما يحدث الآن بين التيَّارات الإسلاميَّة والأطراف الأخرى. ولا ندري لم يصعب على النُّخب قراءة الأحداث بوعي وشفافية.. كأن إحداث المُتغيِّرات الفكريَّة والثقافيَّة.. يفوق قدراتهم على القراءة.. أم هو قصور وتقصير. لعلنا نجد في حدث ثقافي عالمي.. ما يبهجنا ويشعرنا بالفخر ويعيدنا للضوء.. فقد حقَّقت السعوديَّة بجائزة الملك عبد الله العالميَّة في التَّرْجمة.. حضورنا ثقافيًّا وفكريًّا.. في هذه الظروف العصيبة. فالجائزة جسر للتواصل بين الثقافات المختلفة.

ففي برلين العاصمة الألمانية.. انطلقت فعاليات رسّخت مفاهيم للتفاهم والتبادل الثقافي بين الأمم كركيزة أساسيَّة للمحبة والسَّلام وحوار الثقافات. وجائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة تُعدُّ إنجازًا ثقافيًّا عالميًّا هو الأبرز على الإطلاق

أما الدكتورة عائشة الحكمي فقالت: أكثر ما أراه سلبيًّا في العام المنصرم هو الخمول الفكري والإبداعي، إذ لم أجد مؤشرات تبرز عملاً محدَّدًا أو ظهور صوت جديد يشعل الحراك والمنافسة على المستوى العربي والمحلي.

المنشور إعلاميًّا مناسبات ثقافيَّة معتادة مثل الملتقيات ومعارض الكتب ربَّما لانشغال العالم العربي بفتنة سوريا وتداعيات الثورات العربيَّة وغموض الأحوال في مصر رائدة وراعية المبادرات والانطلاقات الثقافيَّة.وأضافت: كذلك من الملاحظات السلبية على المستوى المحلي هو ما صدر عن الباحث خالد اليوسف من تقييم إحصائي للأعمال الروائية السعوديَّة، إذ ذكر تراجع صدورها قياسًا على العام السابق مع أنني عرفت بداية العام أن الثلاثة الأشهر الأولى من العام نفسه صدرت 60 رواية يا ترى ما سبب التأرجح؟ قد يكون الاستعجال في الإحصاء هو السبب.

أما الحدث الأهمّ بالنِّسبة لي هو ارتحال جائزة نوبل للأدب في الصين لتفوز بها الرواية هناك... روايات الصين ثرية بتجاربها وخصوصيتها وتفاصيل عوالم وبشر وثقافات تكاد تكون مغيبة ومجهولة وغامضة في معظم دول العالم، كذلك أسعدني فوز كتاب د. معجب الزهراني بجائزة وزارة الثَّقافة والإعلام وهو أكاديمي عصامي نحت في الصخر حتَّى وصل المكانة العلميَّة التي وصل إليها، كذلك لفت انتباهي في العام المنصرم احتفاء مؤسسات التَّعليم العام والجامعات بترويج ثقافة الجودة وضماناتها بِكلِّ السُّبُل إلى كافة منسوبيها وهي ثقافة شائكة وعصية تحتاج إلى حشد جهود وأموال وإخلاص لكي نؤكد تحوّل نهضتنا النوعية، ولا نختلف على أن شيوع ثقافة الجودة في التَّعليم ستحمل مؤشرات على التحولات النوعية في الفكر والثَّقافة والوعي المجتمعي ولعل توطين الجودة والاحتفاء بها يعزِّز المكانة التي وصلت إليها جهود المملكة في بناء الإنسان والإسهام في مسيرة الحضارة الإنسانيَّة.

فيما يَرَى الروائي إبراهيم شحبي ان أبرز الأحداث التي شهدها المشهد الثقافي محليًّا هو تكريم الرواد في مجمل فروع الثَّقافة ضمن فعاليات معرض الكتاب 2012 في الرياض..

بالإضافة إلى وجود عدد من الجوائز الثقافيَّة والفعاليات التي تدعم وتنشط المشهد المحلي كجائزة وزارة الثَّقافة والإعلام لأفضل عشرة كتب محليَّة، جائزة حائل للرواية وجائزة نادي الرياض الأدبي لكتاب العام التي فاز بها الدكتور معجب الزهراني عن كتابه (مقاربات حوارية) وأضاف إلى ذلك الحضور الشبابي المميز من خلال الشبكة الإلكترونية وتحقيق بعض الشباب لجوائز خارجية.

أما الحدث الأبرز عربيًّا فقال: في ظلِّ الثورات العربيَّة لا صوت يعلو فوق صوت المعركة (مظاهرات، رصاص، قنص، قصف) فيما يظل غياب المُثقَّف العربي في دول الثورات العربيَّة خاصة في مصر وليبيا واليمن عن الأحداث إلا ما ندر هو الأسوأ..

الأستاذة هناء حجازي ترى أن أبرز الأحداث كانت دخول الروائي اللبناني الذي يكتب بالفرنسية أمين معلوف إلى الأكاديمية الفرنسية العريقة التي لا يبلغها إلا عتاة الكتاب وهو اعتراف من فرنسا بأهمية هذا الكاتب الخرافي.

الحدث الآخر هو افتتاح الجناح الإسلامي في اللوفر وهو ما استغرق إعداده سنوات طوال للعمل على إخراجه بِكلِّ دقة وعلى هذا المستوى الرَّفيع من الفن.

الحدث المحلي هو ترسيخ مسألة توزيع الجوائز الصادرة من الأندية الأدبيَّة سواء الجوائز المقدمة لكتب متميزة أو شخصيات متميزة.

الحدث الأجمل والأهمّ بالنِّسبة لي هو صدور كتابي «مختلف» الذي يلقى أصداء جيِّدة على المستوى النقدي وهو عبارة عن سيرة أم تحكي عن طفلها الذي يعاني من متلازمة اسبرجر.

أما أسوأ حدث على الصعيد الشخصي كان رحيل الأستاذة شمس الحسيني من دنيانا وهي أول كاتبة تنشئ صفحة للمرأة في جريدة سعودية وزوجة الكاتب المعروف عابد خزندار ووالدة مديرة معهد العالم العربي في باريس منى خزندار.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة