تغوص رواية ((سعيدة ( في أربعين ساعة) للدكتور وليد خليل، الصادرة عن دار Xlibris Corporation مؤخراً، في حياة البدو،وما خلفه الأجداد من عِبر ونهج يستقي منه الأبناء الدروس؛ ليعبروا بها من الحاضر إلى المستقبل.. لتستقبل عبر سرد حكائي يستند إلى تجارب روائية سابقة من خلال (مذكرات رجل سعودي عانس) الصادرة عن دار الفكر العربي في 2010م (أول مدونة سعودية ساخرة تتحول إلى كتاب).
الروائي الدكتور خليل لم يحتج إلى مغادرة الصحراء نحو آفاق التصورات العليا والسماوات البعيدة جداً، لقد كانت شذرات البدو فلسفة صادرة من التجربة والعقل والحكمة معاً.. وهو لم يكن إلا ابنها العارف بأسرارها وكيف ينتقل من السهل والجبل والأودية والواحات إلى جذور الصحراء الشامخة في عنان السماء.
تتحدث الرواية بأسلوب فلسفي بسيط عن (سعيدة) الفتاة البدوية التي تذهب إلى وادي السعادة بعد أن أصدر رئيس القبيلة أمراً برحيلها عن القبيلة بسبب علاقتها مع ابن.. يرافقها في هذه الرحلة رجل عجوز حكيم، يشرح لها عن منظور الحياة والحب والتراث والعادات والتقاليد والمعتقدات والقصص الشعبية خلال هذه الساعات.
في نهاية الرحلة تكتشف (سعيدة) مثلما يكتشف القارئ بعد 130 صفحة الحقيقة التي عاشتها تلك الفتاة البدوية خلال أربعين ساعة؛ حيث تتجلى لها مراحل مهمة في حياتها، كانت غامضة عليها، ويكون ذلك الوادي عكس ما تصورته في مخيلتها.