قبل أيامٍ من بداية العام الماضي ذهبت لمدير التحرير للشؤون الثقافية الفاضل إبراهيم التركي، حاملا معي مقترحاً لربط الإعلام القديم الجديد، ورعاية مبدعي القصص القصيرة جدا في تويتر، أو ما أسميناها في الصفحة القصص التويترية.
قبلها بسنة كنت قد وضعت وسما (هاشتاقا) اسمه #avss عندما كانت أسماء الهاشتاقات حينها في عام 2010 فقط باللغة الإنجليزية، وكان اختصارا لـ Arabic Very Short Story أي القصص العربية القصيرة جدا، وشهد الوسم مشاركات من مغردين ومغردات شباب لا أبالغ إن قلت أنها تفوق نصوص المخضرمين في فن القص سبكا وفكرة واختزالا.
أعود للقائي فأقول إني تمنيت أن أجد قبولا من مدير التحرير لإنشاء زاوية فقط باسم القصص التويترية لتحتضن نصوص هؤلاء المبدعين، وتردم الفجوة بين الإعلامين القديم والجديد، فاجأني وأسعدني أبو يزن ليس بالقبول فحسب بل باقتراح حمّلني مسؤولية أكبر، وأعطى بعدا أكبر وأهم للفكرة وهو تحويلها لصفحة تعنى بالثقافة الرقمية بالمجمل، فكان هو صاحب الاقتراح والأب الروحي له، تحملّ فوضويتي التي حتمتها ترتيبي لأولويات الهواية والدراسة وانقطاعاتي في بعض الأحايين، فاستمرت الصفحة بدعمه ومحبة قرائها.
بقيت الصفحة وفية لفكرتها الأساسية وهي رعاية القصص القصيرة جدا في تويتر، ففي كل أسبوع كانت تنشر ما لا يقل عن خمس قصص لمبدعين ومبدعات، وكان لها قصب السبق في احتضان أول قراءة نقدية عربية لهذا الفن بواسطة الناقدة الأديبة سعدية مفرح، وبعد مرور سنة أو تزيد على هذه الصفحة آن لها أن تحتفل بنفسها وجهدها عبر سرد آخر الانطباعات والآراء التي أثيرت حولها.
وليس ذلك غرورا منها بنفسها وإنما توثيقا لمجهود استمر سنة كاملة محتضنا للإبداعات وملقيا الضوء على فن ألبسه العصر لبوسا جديدا يتناسب مع تسارعه وضغوطاته لينتج أدب الكبسولة أو الومضة أو القصة القصيرة جداً.
fmuneef@gmail.com