يَا زَهْرَةَ النِّسْرِيْنِ لا تَذْبُلي
وَابْتَسِمِي لِلأَمَلِ المُقْبِلِ
مُدِّي ذِرَاعَيْكِ بِقَدْرِ الأَسَى
وَاحْتَضِني الإعْصَارَ وَاسْتَبْسِلي
لا تَسْأَلي عَنْ نَائباتِ الرَّدَى
وَعَنْ بَقَايَا حُلْمِنَا فَاسْأَلي
ضُوْعِي شَذاً وَاقْتَبِسِي شُعْلَةً
مِنْ أَنْجُمِ اللَّيْلِ وَمِنْ مِشْعَلي
كَمْ عَاشِقَيْنِ اسْتَشْعَرا في الهَوَى
حَقِيْقَةً لَوْلاكِ لَمْ تُجْهَلِ
أَتَذْكُرِيْنَ الهَمْسَ في أَمْسِنَا
وَبَعْضَ مَا قُلْتُ وَمَا قُلْتِ لِي؟
لَمَّا تَلاقَيْنَا أَضَاءَ المَدَى
وَأَوْحَتِ اللُّقْيَا إلَى البُلْبُلِ
في ذِمَّةِ اللَّيْلِ لَنَا نَغْمَةٌ
نُشْجِي بِهَا الظُّلْمَةَ كَيْ تَنْجَلي
وَفي حَنَايَانَا بَرِيْقُ المُنَى
وَقِصَّةٌ في الحُبِّ لَمْ تَكْمُلِ
أَنَا وَأَنْتِ اقْتَادَنا خَطْوُنَا
لِغَايَةٍ قَدَّرَهَا المُبْتَلي
فَمَا ظَمِئْنَا في الهَوَى سَاعَةً
وَإنَّمَا كُنَّا عَلَى جَدْوَلِ
نَرْتَشِفُ المُرَّ وَفي زَعْمِنَا
أَنَّا ارْتَشَفْنَا بَرَدَ السَّلْسَلِ
لِلصِّدْقِ في شَرْعِ الهَوَى قُدْرَةٌ
تَعْتَصِرُ الشَّهْدَ مِنَ الحَنْظَلِ
يَا زَهْرَتي في عَيْشِنَا فُسْحَةٌ
فَحَاذِرِي أَنْ تَيْأَسِي وَأْمُلي
هَذَا نَمِيْرُ الحُبِّ مَا فَاضَ مِنْ
مَعِيْنِهِ إلاّ لِكَيْ تَنْهَلي
ضُمِّي إلَى كَفِّكِ كَفِّي ولا
تَرْتَعِشِي.. فَالدِّفءُ في أَنْمُلي