Culture Magazine Thursday  04/04/2013 G Issue 401
تشكيل
الخميس 23 ,جمادى الاولى 1434   العدد  401
 
محطات تشكيلية
ليس دورها توثيق التراث بقدر ما تعيشه
مي السعد تنقل السامري وأغاني البحر إيقاعاً باللون والخطوط

 

إعداد - محمد المنيف

مي السعد نتاج أكثر من خمسين عاماً من العطاء التشكيلي الكويتي، تمثل جيل الشباب، جيل يحل أمانة كبيرة في وجه التغيرات والتبدلات التي تعصف بالفنون التشكيلية عالمياً وصولاً إلى محيطنا العربي عامة والخليجي على وجه التحديد، مي السعد اسم من الأسماء البارزة في الساحة التشكيلية الكويتية والخليجية والعربية، لها بصمة خاصة مهما تعددت مراحل تجاربها، لها سمة وهوية تستلهمها من محيطها، تراثاً وعادات وتقاليد، وتستخرج منها ملامح لخيال واسع لا حدود له، جمعت فيه من الجديد في تطور الفنون والتمسك بالأصل ومنشأ الفكرة، الوطن والأهل، فنانة وجدت أن الفن هو مصيرها فتفرغت له رغم أنها تحمل درجة بكالوريوس إدارة الأعمال من جامعة الكويت، لها حضور مشرف للفن التشكيلي ساهمت من خلال لوحاتها في إثراء الذائقة البصرية في المجتمع الكويتي أو في أعين المتلقي في كثير من دول العالم التي كان للوحاتها مشاركة في مناسبات تشكيلية، الفنانة مي السعد تحمل عضوية مجلس إدارة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، شاركت في جميع معارض الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية منذ عام 1992 وأسست مع عدد من زميلاتها جماعة الفنانات التشكيليات الكويتية، كما شاركت في معارض دولية منها معرض في بكين، وفي بينالي الشارقة عام 1999، وفي العديد من المعارض المحلية في الكويت منها معارض مهرجان القرين الثقافي بالكويت من عام 1996م.

اختزال الشكل وإبراز للإيقاع

في أعمال الفنانة مي السعد اختزال للشكل و(بسترة)، فتكوينه دون الإخلال بقيمته الفنية، تقتنص لحظة الحركة وتسجلها رمزاً يبرز الإيقاع اللوني والخطي، تحرص على ألا تعيش اللوحة حالة من السكون، تبحث عما ينقل العين في كل أجزاء اللوحة، تجد في اللون جزءاً من اكتمال اللوحة لك بامتزاج يضيف شيئاً للإيحاء الحركي.. لوحاتها تعج بالأصوات والإيقاعات والنشوة في كل جزء منها.

تجريد لا ينسلخ من روح الواقعية

تميل الفنانة مي السعد إلى اجتزاز أجزاء من العنصر المراد رسمه وتحدث بهذا القطع مساحة من الفراغ، صغيرة كانت أو كبيرة، لكنها تمنح العين الفرصة للربط واستجماع تلك الأجزاء، مانحة للمتلقي فرصة المشاركة بين المنظور وبين المتخيل.

جعلت من الرمادي لوناً جذاباً ومزجت الأخضر بما يظهره بحيوية اللون الساخن وقاربت العلاقة بين المتناقضات البصرية، فكونت لها بالتة أو نمط تلوين لا يتكرر إلا في لوحاتها.. تحترم عين المشاهد لكنها لا تسعى إلى التزويق و(البهرجة) اللونية، واقع اللوحة العام يجمع بين حيوية الحركة وشفافية وهدوء اللون.

تقول في حوار صحفي لها: إنها لا تؤرخ ولا توثق تاريخاً، إنما فقط ترسم ما تعرفه جيداً، ويعني لي شيئاً ما.

لم تكن قضيتها توثيق الرقصات الشعبية، لكنها تبحث عن إيقاع للوحة، عن لون يصدر صوتاً، عن خط يجعل الشخوص تسبح في فراغ اللوحة لتمتد خارجها.. هذه هي مي السعد التي كان للصفحة حظ في أن تزورها في مرسمها المشترك مع الفنانة سمر البدر (كان لنا معها وقفة في العدد السابق)، واليوم لنا موعد مع الفنانة مي السعد التي تنسج ثوب إبداعها من واقع قوامه ألوان وطنها ومجتمعها، عاداته وقيمه ومبادئه، تحرص على توطير إبداعها وتجد في كل مرحة من تجاربها خطوة نحو تحقيق الهدف الذي تطمح إليه في هذا العالم الإبداعي الجميل.

monif.art@msn.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة