هذا عنوان الكتاب التكريمي الذي يضم جملة من البحوث والدراسات التي أهديت إلى الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المانع بمناسبة فوزه بجائزة الملك فيصل العالمية في مجال اللغة العربية وآدابها للعام 1429هـ- 2009م، وعنوان الكتاب هو عنوان ما كتبه الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الهدلق الذي عرف المانع منذ مراحل الدراسة الابتدائية في شقراء والمعهد العلمي فيها ثم في كلية اللغة العربية، وذكر الهدلق مزاملتهما في البعثة والعمل في الجامعة وخارجها، وليس أحد كالهدلق خبيرًا بتفاصيل سيرة المانع وعمق معرفته ورصانة درسه، وما كتبه عنه يفصح بصدق عن هذه المعرفة العميقة. بدئ الكتاب بتصدير للأستاذ الكبير الدكتور ناصر الدين الأسد فتقديم للدكتور ناصر بن صالح الحجيلان، وبدأت الدراسات بما كتبه أستاذنا الدكتور أحمد بن محمد الضبيب عن «مسيرة المانع في تحقيق التراث»، وجاءت بعدها دراسة أستاذنا الهدلق التي ذكرتها آنفًا، ثم تأتي دراسة الأستاذ هلال ناجي عن «ملامح من نقدات المانع التحقيقية»، وأما أستاذنا الدكتور عبدالله الجربوع فكتب عن «مزية جهود الدكتور المانع في خدمته لتحقيق النصوص» وهذه الدراسة رديفة لدراسة أستاذنا الهدلق من حيث كشفهما لعمق القدرة البحثية للمانع وتجويده العمل في تحقيق النصوص الطوال التي تنوء بالعصبة أولي الصبر، ومن هذه الدراسات ما كتبه الدكتور حسين الواد واصفًا أعمال القدماء التي حقق بعضها المانع بأنها بمنهجها «أحدث من حداثات كثيرة» داعيًا إلى تغيير نظرتنا إلى ذلك التراث الذي يحتاج منا إلى فضل تدبر وتأمل، وختمت الدرسات بما كتبه الدكتور أحمد سليم غانم عن «الفسر الصغير: تفسير أبيات المعاني في شعر المتنبي».
وخصص القسم الثاني من الكتاب لبحوث أخرى لا تدور حول المانع وعمله، بل هي أعمال مختلفة أراد أصحابها أن يعبروا بنشرها في الكتاب عن عمق تقديرهم وصدق محبتهم للأستاذ الدكتور عبدالعزيز المانع، وهي أعمال نافعة تزيد هذا الكتاب التكريمي قيمة ومنفعة بتوسيع أفق ما يناله الحديث، وقد تنوَّعت هذه الأعمال فمنها النص المحقق «الرسالة الناصرية لجلال الدين السيوطي بتحقيق الأستاذ الدكتور سامي الدروبي» ومنها البحث المترجم «أسجاع العرب ومنازل القمر عند العرب لشارل بلا، ترجمه وقدم له وعلّق عليه الأستاذ الدكتور محمد خير محمود البقاعي»، ومنها البحث في القضايا اللغوية والأدبية، وختم الكتاب بجملة من القصائد المهداة إليه في هذه المناسبة.
والمانع حين نالته الجائزة ووفقت جامعة الملك سعود إلى إنشاء كرسي باسمه انطلق انطلاقة جديدة، فجعل من هذا الكرسي منارة إشعاع وعلم بما ينظمه من ندوات ومحاضرات وما ينشره من متخير الدراسات والأعمال العلمية المحكمة والكتب التراثية المحققة، تحية من القلب إلى أستاذنا الدكتور عبدالعزيز المانع الباحث المحقق.
الرياض