Culture Magazine Thursday  03/01/2013 G Issue 392
أقواس
الخميس 21 ,صفر 1434   العدد  392
 
عدد السعوديين ثلاثة ملايين
في تويتر أقلام راقية ومهرجون ومقلّدون

 

الثقافية - ابتهال العمير

أصبحت التقنية لغة العالم، وانتشرت مواقع التواصل الاجتماعي. ويبقى تويتر العلامة الأبرز بين تلك المواقع؛ فهو يجذب الكثير من أفراد المجتمع باختلاف فئاتهم، وتتعدد أسباب ذلك، ومن بينها: سرعة نقل الأخبار والأحداث واختصار مساحة الكتابة بـ140 حرفاً فقط وسهولة استخدامه عن طريق الهواتف المحمول وانعدام القيود والحرية بطرح الآراء والنقاشات.

وذكرت دراسة نشرتها الشركة الفرنسية Semiocast أن العدد الإجمالي لمستخدمي تويتر من السعودية وصل إلى أكثر من 2.9 مليون، بنسبة نمو في عدد المستخدمين تجاوزت 3000 %.

تأثير تويتر على المجتمع

يتفق الكثيرون من مستخدميه على وجود تأثيرات قوية وسريعة على مستخدمي تويتر من نواحٍ عدة، ويجمعون على أنه غيَّر الكثير من سمات مجتمعنا المنغلق، وأصبح ساحة نقاش حرة، ومجالاً واسعاً للحديث عن أي قضية تحدث بالمجتمع وإبداء الآراء والانتقاد والتقييم دون أي محسوبيات أو تقييد، كما أنه فعّل الحوار لكل فرد من مستخدميه ولأي شخصية من الشخصيات، بغض النظر عن مكانتها الاجتماعية.

لكل مستخدم تويتري غاية من استخدامه مع تعدد المستخدمين وكثرة الحسابات؛ فلكل مستخدم هدف من تويتر، بعضهم يكتفي بالمتابعة ويقرأ سير الأحداث ونقاشات المتوترين بصمت، وآخرون تخصصوا في مجال من المجالات، كالرياضة, الثقافة, السياسة, الشعر والخواطر، وآخرون متنوعون في أطروحاتهم ومتابعون للجميع. ويتفق الأغلبية على متابعة الشخصيات المعروفة بتويتر، كالعلماء الأفاضل، ويأتي على رأسهم فضيلة الشيخ محمد العريفي بما يزيد على 2000000 متابع، والكثير من الشخصيات بمختلف المجالات يناقشون جمهورهم، ويتواصلون معهم، وأصبح تويتر مجالاً للأخبار الحصرية من أصحابها، وبأسرع وقت.

مغردون أصحاب فكر وأقلام راقية ومغردون مهرجون ومقلدون

تختلف ثقافة مرتادي تويتر وأفكارهم؛ فهم بالطبع ينقسمون من حيث الفائدة التي يقدمونها لمتابعيهم. وقد كشف لنا تويتر الكثير من أصحاب العقول الراقية المثقفة العقلانية بطرحها وتناولها للقضايا في تويتر وفي الهاشتاقات المعنونة بالأحداث؛ فهي تثري متابعيها بالطرح المميز، وهم كثر. وبالمقابل يوجد حسابات تفرغ أصحابها للتشهير والتهكم والسخرية ونقل وسائط غير أخلاقية، أو استغلال تويتر كمنبر فعال ومؤثر في دعم جماعات معينة ودعم أفكارها وتوجهاتها. ويشتكي بعض مستخدميه من أصحاب الحسابات الوهمية التي تنتحل أسماء شخصيات معروفة، وتسيء لها بآراء مغلوطة أو لأهداف مغرضة ومقاصد شخصية، وكل مغرد يختار ما يناسب فكره وتوجهه ليتتبعه.

ارتفعت أصوات ترفض تويتر وتدعي انتهاكه خطوطاً حمراء

لم يعتد مجتمعنا على الحرية الفكرية وحرية الاعتقاد، وتعلمنا منذ الصغر على مسلَّمات نقر بها، بغض النظر عن اقتناعنا أو إيماننا بها، ومن يناقش أو يعترض يلقى استهجان الجميع ورفضهم. تويتر كسر بشكل جزئي هذه القاعدة، ومن الطبيعي أن يعترض عليه البعض، ولكن هناك بالفعل قضايا اختلفت الآراء في توسيع مساحة حرية الرأي حولها، وخصوصاً المتعلق منها بأمور الدين وعادات وتقاليد المجتمع الثابتة.

الرقابة بتويتر مطلوبة أم مرفوضة

يتفق بعض المتوترين على أن الرقابة الذاتية وأمانة القلم هي ما يحتاج إليها تويتر، وكل شخص مسؤول عما يكتبه في حسابه. وفي المقابل يطالب آخرون بوجود رقابة تنظم الإقبال الهائل على تويتر، وتحد من التجاوزات الموجودة، وما يقال بأنها خطوط حمراء لا يجب الاقتراب منها. كما يطالب مؤيدو الرقابة بإسناد تويتر للقضاء الشرعي فيما يخص الاعتداءات الموجودة من البعض، كإقامة الحد على من يقذف أعراض الناس أو يتسبب في أذيتهم.

آراء المغردين

تختلف آراء مستخدمي تويتر من نواحٍ عدة، من ناحية أنه تقنية والفائدة منه، ومدى تأثيره على المجتمع وأسباب انتشاره:

«نستطيع التعامل مع أحدث التقنيات في المجالات الخدمية كافة وتبادل الخبرات والأفكار والمعلومات من خلال هذه الواجهة الإلكترونية. والملاحظ أن هناك عدداً من مرتادي تويتر لا يحسنون فن الكتابة، بل إن منهم من يسيء الظن بالآخرين؛ ولذلك تبقى الفائدة محصورة على ندرة ما يقدمه كناقل لخبرة أو معلومة أو صور أو مادة خبرية».

م. مدير مكتب الفوز للاستشارات الهندسية عبد الله حمد الفوزان



«تويتر من المواقع التي لاقت صدى كبيراً بين الناس، ومع ذلك فإن له جوانب سلبية وإيجابية؛ فالإيجابي منها انفتاح العالم بصورة أكبر من السابق، وسرعة تناقل المعلومة، وتيسير اللقاء، والسؤال لعلماء الدين والطب والتربية... إلخ. وساهم - في اعتقادي - في نشر التوعية بين الناس من خلال الهاشتاقات التي تناقش مواضيع هادفة. أما السلبي منها فهو عدم دقة المعلومات وانتشار الشائعة واستغلال بعض الأفراد ذوي الفكر المنحرف لتحريض ونشر أفكارهم. وللأسف لا يخلو من الصور الإباحية؛ فعلى مستخدميه الخوف من الله - عز وجل - وأن يجعلوه سبحانه نصب أعينهم، وأن يحكموا ضمائرهم، ويعتمدوا الرقابة الذاتية لديهم، وأن يكون استخدامهم له إيجابياً فعّالاً، واعين لما يكتبون، لا سلبيين منقادين».

نوف أخصائية نفسية

@noufomir



«أعتقد أنه في ظل غياب المنابر الشفافة والحرة أصبح تويتر المتنفس الوحيد للمجتمع السعودي، الذي يستطيع كل فرد أن يصل بصوته من خلاله بكل شفافية ووضوح، ويوصل مطالبه ومطالبته بحقوقه، التي رأى غياب المؤسسات الحكومية في توفيرها. ويُعَدّ تويتر قوي التأثير؛ حيث ساهم بشكل رئيسي في الربيع العربي، وساهم في تغيير قرارات عديدة، وأصبح يشكِّل رأياً عاماً لكثير من القضايا التي تهم المجتمع العربي والسعودي بشكل خاص».

فهد المطيري

@roo10ma



«أصبحت التقنية أداة للحرية ومحرك آمال الشعوب وخدمة تفتح آمالاً تتسع لطموحات المميزين للصعود إلى مستويات عالية في عالم الفضاء المفتوح. تويتر هذه الجريدة المختصرة والشاشة المرئية عبر الفيديو والتصوير، عالم من الثقافة والمعرفة، قد نكون نحن السعوديين بلغنا أفقاً عالياً في استخدام التقنية، لكننا نظل أقل من المستخدمين للمادة العلمية والمفيدة لوجود رسائل ومواد عادية، لا يستفيد منها القارئ؛ وبالتالي نحتاج دوماً للتوعية والتوجيه بالاهتمام بالمعلومة المفيدة في المجالات العلمية والحياة الاجتماعية».

الأستاذ نافع النافع (تربوي وصحفي)

@nafaalnafa



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة