لِلْكُحْلِ سُلْطَانٌ، وَلِي سُلْطَانُ
وَاهًا! لِطَرْفٍ حَدُّهُ طَعَّانُ
لُغَةُ العُيُونِ خَبَرْتُهَا مُنْذُ الصِّبَا
وَيْلاهُ! لَمَّا تَنْطِقُ الأجْفَانُ
أنْفَقْتُ عُمْرِي فِي الهَوَى.. أيْنَ الهَوَى؟
يَا رَحْمَتَاهُ! فَكُلُّهُ أحْزَانُ
بِدَمِي جَعَلْتُ لَهَا قَصِِيدًا خَالِدًا
سَارَتْ بِهِ الأيَّامُ وَالأزْمَانُ
الآنَ يُسْكِرُنِي أسَايَ بِلَيْلَةٍ
سَوْدَاءَ!..عُرْسِي النَّارُ وَالطُّوفَانُ!
مَاذَا رَأيْتَ؟, وَهَلْ ضَمَمْتَ حَبِيبَتِي
قَبْلَ الصَّبَاحِ, وَسَرَّكَ البُسْتَانُ؟
يَا لَيْتَهُ يَدْرِي بِكُلِّ فَرَاشَةٍ
أنْبَتُّها... كَانَتْ هُنَاكَ جِنَانُ
يَا لَيْتَهُ يَدْرِي بِكُلِّ حَمَامَةٍ
أسْكَنْتُهَا... كَانَتْ هُنَا أوْطَانُ
هَذَا الصَّبَاحُ يَمُرُّ مِثْلَ جَنَازَةٍ
تَبْكِي!.. تَصِيحُ!.. مَصِيرُهَا النِّيرَانُ
جَسَدِي تَدَفَّقَ بِالْجُرُوحِ، وَلَمْ يَزَلْ
يَشْقَى بِلَوْعَةِ وَجْدِهِ الوِجْدَانُ
أرْثِي هَوَايَ.. أغُصُّ شَجْوًا.. وَيْلَتِي!
جَفَّ الغَمَام، وَمَاتَتِ الأغْصَانُ
bakr-hhh@hotmail.com