- بين الفكرة والتنفيذ فاصلةُ عزمٍ وحزم، وبين التطلع والتحقق مسافة أعباءٍ ومشاعر انتماء، وبين المشروع والمشروع وعيٌ وسعي وبذل وفضل ووفاءٌ وولاء.
- كذا تلد المشروعاتُ التأصيليةُ نتاجها التفصيلي أفرعًا تسمُق ونبتًا يورق ولغةً تصدق؛ فمركز يلد مركزًا وإرادةٌ تسند إدارة ونمو يُتوجه علوٌ ومقر جديد لمركزٍ متجدد ومهرجانٌ يفتتح دورته الرابعة باطمئنان الثقة وثقة المطمئن.
- نلتقي اليوم لإضافة مَعلمٍ وتكريم معلمين؛ فبناء هذا الصرح أنموذجٌ لرمزية التشارك الرسمي والأهلي في مأسسة التنميةِ الاجتماعية الثقافية وتقديم فعل وطني تتصدره روح المبادرة وعطاء الفريق، وليت الواقفين في محطات الشكوى والضيق والضجر والتبرم الذين لا يرون ضوءًا في الأفق ولا مخرجًا للنفق يستشرفون تجاربَ صمدت للتحديات وتجاوزت المحبطات والمثبطات ولم تنتظر الاكتمال لتبدأ فكانت البدايةُ إيذانَ الكمال.
- جانب من معادلةٍ يوازيه جانب ثانٍ يتوازن فيه الشخص مع النص ويمتزج الأثر بالمؤثر، وتستعيد الأيام دورتها في لحظة تذكر وتفكر فإذا العمر لحظة عطاء وخيطُ وفاء وإذا الغياب حضور والرحيل إياب؛ فعلى سريره الأخير علت ملامح البشر جبين أبي عبدالوهاب وأنا أحدثه عن تكريمه المستحق وجاء تطوافه الخصب في الأفق الأرحب وحكى عن مدينته التي غادرها صغيرًا وعاد إليها مرةً يتيمة وهو وكيل وزارة وتمنى وتمنينا فكانت إرادةُ الله؛ فلسفيرنا وشاعرنا الراحل الأستاذ محمد الفهد العيسى الرحمة ولنا العزاء.
هنا يُسفر الحلم المورقُ
ويكتمل الفعل والمنطقُ
وترنو إلى الشمس أفياؤها
ويُسعد تكريمُنا من بقُوا
- وهنا نلتفت للوفاء قبل الرثاء، ونحتفي بالمرأة كما الرجل، ونمنح الثقافة ضوءًا كاد يخبو، والثقافيين حراكًا كي لا يغفوا، ونتجاوز تسارعَ الركض لنتوقف مع تحليق شاعر وموسوعية باحث وإخلاص قيادي وتميز عالم ودأب محقق.
- وهنا يمتد الوفاء ليذكر بوعدٍ حمله المهرجان الثقافي الثالث لإنشاء مركز عنيزة الثقافي فلعل هذا المهرجان يحمل بشارة الولادة...
-w طاب بكم ولكم ومعكم الوفاء والعطاء..
***
* ألقيت «بالنيابة» في مفتتح المهرجان الثقافي الرابع بعنيزة 27/10/2013