من شرط الدربة المنهجية البنيوية حصر العينة إلى أصغر وحدة ممكنة، بحيث يستحيل النزول إلى ما هو أقل منها، ثم التعرف على العناصر المكونة لهذه الوحدة محل الدرس وكشف العنصر المهيمن فيما بينها، وهذا ما سأفعله لقراءة الصحوة بما أنها حدث اكتمل من حيث زمانه وحدوده، وهو بالضرورة مكون من عناصر متشابكة، ولكي نقرأه بمنهجية لا بد من كشف العنصر المهيمن الذي يمثل القلب للجسد فإذا نزعته انتهى الجسد كله، وهذا لايعني عدم أهمية العناصر الأخرى فكما أن العين واليد والقدم عناصر مهمة للجسد لكنه يستطيع البقاء حيا لو فقدها، أما القلب فلا..
هنا يأتي السؤال عن العنصر المهيمن للصحوة (القلب) وعبر هذا المسلك المنهجي سيكون السؤال: هل الصحوة منظومة أفكار أم هي منظومة حشود...!! ولو عزلنا عنصر الحشد عنها فماذا سيبقى إذن...!!
هذا مفتاحنا لقراءة الصحوة ثم يتلو ذلك تفسير الظاهرة والتعرف على علاماتها بقراءة للنسق وطريقة سلوكه العلاماتية، كما هي هذه التوريقات وستصل لما فوق العشرين حلقة.