«أعرف أصور وأرسم صورة فيها شجرة فيها عصفورة» أعتقد أنه لم تغب عن ذاكرة الطفولة لأحدنا هذه العبارة التي كم رددناها ولازال أطفالنا يرددونها في مراحل التعليم الأولى، وبالفعل كان ولازال واقع تعليم الفن والتربية الفنية ضعيفاً ومحدوداً، بل إنه زاد تهميشاً وتقليصاً مقابل إبراز الفن كفن بعيداً عن أسس التربية وعلاقته بالنمو العقلي والحركي للطفل، لكن المدرك لكلا المجالين يرى بأن الفن شيء والتربية الفنية شيء آخر، أي نعم تدريس الأسس الفنية قد يكون هو ذاته وقد لا يكون معلم التربية الفنية معلماً قبل أن يكون فناناً، ولكن من ناحية الأهداف وأساليب التدريس نجد الاختلاف الذي لايمكن تجاهله في دمج المجالين معاً، كبرى الجامعات العالمية لم تهمل أياً من الجانبين على حساب الآخر، بل إننا نجد لكل منهما حيزه من الاهتمام والتطوير والدعم فمجال الفن في التعليم العام هو ما نعني به جميع ما يقدم في مادة التربية الفنية على يد معلم خريج التربية الفنية، وبالمقابل مجال الفنون باختلاف أنواعها تأتي كتخصص في مرحلة التعليم الجامعي، ليصبح الخريج فنانا لا علاقة له بتاتا بتدريس الفن، بل هو مجرد ممارس يسعى لتكوين مشروعه الخاص وصناعة اسمه في عالم الفن، التربية عن طريق الفن وأيضاً العلاج عن طريقه، أثبتا نجاحهما وأهميتهما حيث إن اللغة البصرية البسيطة هي وسيلة التعبير الأنسب للطفل، تلامس جميع حواسه، يمكن قراءتها ومعرفة مضمونها بواسطة تحليل الرموز الشكلية لدى كل طفل، في حال تم إغلاق أقسام التربية الفنية في الجامعات فإننا بذلك نخسر أداة فعالة ومعترف بها عالميا نهمشها مع سبق الإصرار والترصد، سعيا وراء وجاهة الفن للفن، وكأن التربية الفنية عيب أو نقص في التخصص الجامعي.
- الرياض