Culture Magazine Thursday  31/05/2012 G Issue 375
الفهرس
الخميس 10 ,رجب 1433   العدد  375
 
وسط أجواء مليئة بالتربص والتصيد
إلياس: كيف نغرد وسماء «تويتر» غابة من التهديد؟

 

الثقافية - عطية الخبراني:

«متى نكف عن التربص ببعضنا البعض وكأننا ثكنات تويترية رابضة على شاطئين متقابلين بكامل أسلحتها وعتادها للنيل من الطرف المقابل. سيغرقنا حقدنا». هذه صرخة أطلقتها الكاتبة الدكتورة فاطمة إلياس بعد أشهر من التحاقها بتويتر الذي كان طابعه سعودياً خليجياً بحتاً بسبب ميلنا – والحديث لإلياس- إلى متابعة بعضنا البعض كتاباً وأصدقاء وشرائح عديدة من مجتمعنا الذي أثبت فعلاً على أرض تويتر الهلامية أننا شعب ذو خصوصية لا تجارى, ليس في تناقضاتنا الاجتماعية فيما يخص العادات والتقاليد، وازدواجيتنا خاصة في تعاطينا مع كل ما يخص المرأة السعودية فحسب، بل حتى تسخيرنا لتويتر لتصفية حساباتنا الشخصية مع من يختلفون معنا في الرأي والفكر، فلم نترك صفة أو لقباً إلا وأطلقناه على بعضنا البعض: ليبرالي، صوفي، ماسوني، علماني، وغيرها من تصنيفات فكرية ومذهبية يصوبونها كسهام وهم لا يفقهون معناها، كذلك الذي سألني: «أنت دينك الليبرالية؟!» وأفهمته أن الليبرالية مذهب فكري يقوم على العدل والمساواة، وأني «مسلمة»!! وتستمر إلياس في حديثها قائلة: والمشكلة أن معظم من يخرجون عن النص ويشتمون ويتهمون هم من «القطيع» الذي يمشي «مع الخيل يا شقرا» ويستقي معلوماته وحكمه على الأشخاص من «أسود تويتر» الذين سيسوه وتمترسوا خلف جيوشهم من المتابعين غير الواعين الذين يتوترون بما لا يدرون.

وتذهب إلياس في قولها إلى أنه في الآونة الأخيرة أفرزت هذه الممارسات التويترية انقلاباً في أوساط المغردين السعوديين بسبب غلبة سوء النية والترصد وتصيد الزلات، خاصة بعد تعريب «الهاشتاقات» وهو إدراج بعض المواضيع والأحداث والأسماء تحت كلمة مذيل بعلامة الهاش(#) لتصب فيها جميع المناقشات والتعليقات, ثم تقول: وليتهم لم يعربوها لأنها استخدمت أسوأ استخدام من قبلنا وبطريقة غير مسبوقة لدرجة يخشى فيها المرء أن يصحو ليجد اسمه «مهشتقاً» تنهشه ذئاب الهشتقة دون حسيب أو رقيب, وما أن يخطئ شخص ما من أي فريق أو حزب (حسب تصنيفه من قبل أسود تويتر) حتى تتفتح الهاشتاقات وتتطاير الشتائم والاتهامات من بعض المتابعين, وما أن تتم «هشتقته» حتى يوضع في قفص الإتهام لإقامة الحد عليه ورميه بأقذع التهم والشتائم، دون أن يعطى المخطئ فرصة لتصحيح ما كتب إن كان قد خانه التعبير، أو حتى منحه فرصة التراجع عنه، وتلك فضيلة أحرى بأن نعينه عليها لا أن نتكالب عليه ونحاصر تغريدته «المارقة» بالتصوير والتشهير.

وتختتم الدكتورة إلياس حديثها بالقول: أصبح «تويتر» مصيدة تحت سيطرة ذئاب تويتر المسلحين بشراكهم وهاشتاقاتهم، وأصبحنا نحن الضحايا والجلادين، فأي تغريد وسماء تويتر غابة من التهديد؟


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة