Culture Magazine Thursday  22/11/2012 G Issue 386
قراءات
الخميس 8 ,محرم 1434   العدد  386
 
درب من الحب
إبراهيم بن عبدالرحمن التركي

 

واصلتَ ليلك بالنهار ليعبر الدرب المسافر

وسعيتَ فامتد الطريق وضاء إنجازٌ وناصر

ووفيتَ حقك أن نفي والحفل رمز غير عابر

* *

يبدأ درب الحب بحب الدرب ، ويأنسان بالقفر تعمره الحياة ويغمره الأحياء ؛ فتمتد بالوصل فواصل وبالمسافات مراحل

حين يغدو الشمال نبض الجنوب

وتناجي دارين بحر الغروب

وقطيف هو القصيم وسهل

صوت بحر وربوة وكثيب

فانس من يشمتون فالحب أسمى

من عدو وحاقد ومريب

* *

كذا شاءت قيادة الوطن للوطن؛ بناءً متحدًا لا يضره كائد ولا يضيره حاسد فيبقى التميزفي الإنجاز والتقدير للمنجزين ،وكذا يجيء الوفاء من ذوي الوفاء يضم بعض ملامحه درب يسكنه الحب وحب تهيأ له الدرب ليقولوا: شكرًا لمهندس الدروب الدكتور المهندس ناصر السلوم الذي أمضى أربعين عامًا من عمره المديد في خدمة ثنائية الطريق والرفيق.

تتصدرالكتاب كلمةٌ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير المنطقة الذي جمعته بالوزير علاقة عمل وثيقة منذ التسعينيات الهجرية في عسير كما في القصيم ووجد فيه المتخصص والإداري والمتابع والميداني الناجح ممثلًا الإداريين المخلصين الذين يريدون للوطن أن يكون علامة بارزة بين الأوطان وفي جبين التاريخ. وقد قدم للكتاب معالي الأستاذ عبدالله العلي النعيم وأثنى على فكرة التكريم كما بسط القول في واحدةٍ من الحكايات التي التقيا فيها من أجل العمل وهي حكاية الطرق الدائرية التي تعاون الكبيران فيها فانتقلت من أمانة الرياض لوزارة المواصلات وأوجز صفاته بأنه جاد هادئ متواضع وعنصر صلاح وإصلاح.

الدكتور عبدالرحمن الشبيلي تحدث عن ناصر السلوم التكنوقراطي بما يعنيه المصطلح من علمية وتخصص وثقافة، وأشار إبراهيم التركي لأربعة مواقف عملية وإعلامية جمعته به .

ركز المهندس عبدالعزيز الحصين على علاقة السلوم الروحية والوجدانية بالمدينة المنورة، وتحدث المهندس علي النعيم عن افتقاد صحارى الوطن وجبالها وأوديتها وشعابها ناصر السلوم، وحكى الأستاذ عبدالرحمن أبو ملحة عن رجل العلاقات العاشق لوطنه، وأبرز الأستاذ حمد الصغير امتزاج الرجل المكتبي والميداني معًا، وألمح الدكتور صالح الهذلول إلى رجل الرؤية والتميز الذي خالف المخططين فانتصرت نظرته، في حين اهتم الدكتور علي بهكلي بالجوانب الإنسانية والخيرية في شخصية السلوم، ووصفه المهندس أحمد التركي بعاشق التحدي، وعنون الدكتور عبدالعزيز العوهلي شهادته بشطر بيت المتنبي:

وإذا كانت النفوس كبارًا

ونكمل:

تعبت في مرادها الأجسام

وخصص المهندس هذلول الهذلول شهادته لقراءة كلمة السلوم في توديع زملائه ،كما تحدث الأستاذ عبدالرحمن الخريف عن الوزير الإنسان ، واستشهد الأستاذ زايد السكيبي بقول الشاعر:

يوما بحزوى ويوما بالعقيق وبالـ

عذيب يوما ويوما بالخليصاء

وتارة ينتحي نجدا وآونة

شعب الحزون وطورا قصر تيماء

الأستاذ عبدالله الرميحي قال إنه أرسى قواعد الانتماء للوظيفة ، ولخص المقاول محمد بن جار الله نهجه الإداري بأنه قوي بأقصى ما تكون القوة، حنون بأقصى درجات الحنان، لا يحب الظلم ولا يرضى بالضرر ولا يقبل التقصير، وعزا الأستاذ وهبي محمد ولي الدين سليمان زيادة عدد المقاولين السعوديين إلى السلوم الذي استطاع خلال عقدين توطين مقاولات الطرق.

في الكتاب تحدث المهندس فيصل الزبن حديث الوفاء تلميذًا في مدرسة السلوم، وركزالدكتور عبدالواحد الحميد على ثلاثة ملامح في شخصيته؛ الذاكرة والحماسة والوطنية ، واستعرض الأستاذ زكي عطية نجاحات السلوم مذ كان طالبًا، ووسمه الأستاذ إبراهيم السلطان بأنه رجل التدبير والقدوة الحسنة، وجاءت شهادة الأستاذ إبراهيم الوادي عن الوزير العملي، وفصّل الأستاذ مصطفى درويش خطط السلوم ووسائطه لتنفيذها، واستعرض المهندس مفرح الزهراني مواقف ميدانية لأبي محمد، وأكد المهندس أحمد التويجري دور الوزارة في خدمة العاصمة، وسرد مواقف شخصية كان شاهدا عليها، وركز الأستاذ عبد العزيز الصميت على جانب الرفق في شخصية السلوم التي لا تنقص منها شدته في تطبيق النظام، كما ضم الكتاب مقالين سبق نشرهما للأستاذ حمد القاضي والمهندس عبدالعزيز التويجري ولقاءً أجراه الأستاذ محمد الجلالي للكتاب عن ذكريات معالي الدكتور السلوم حول عنيزة والمدينة المنورة ووالديه وخاله الشيخ سليمان الدخيل وطرق الجنوب التي يعتز بها وصورة نجله محمد التي لم تغادره، كما اشتمل الكتاب على لقاءين صحفيين سابقين، واختتم بشيء من سيرته.

تسع وعشرون شهادة حواها الكتاب في مئة وست وسبعين صفحة من القطع المتوسط؛ حرره وراجعه وأشرف على طبعه الدكتوران عبدالرحمن الشبيلي وإبراهيم التركي، وساندتهما لجنة الأهالي والأستاذان مصطفى درويش ومحمد الجلالي ولجنة عنيزة في الرياض

يبقى الكتاب وثيقة عرفان مهمة عن رجل قدّم فتقدم وأمل فعمل ثم اختار أن يستريح طامعًا في رضا الله مطمئنا لما تحقق من عطاء وممتنًا لما لقيه في لغة الوفاء توجت خطاب القيادة حين ترجل ويمتد بها جمع هذا المساء الجميل.

* * *

* ألقيت في حفل أهالي عنيزة لتكريم - د. ناصر السلوم.

السبت 10 - 11 - 2012م

الرياض
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6745 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة