رغم تأخر نشر هذه الزاوية في موعدها أيام العيد إلا أن ما تحمله تلك الأيام من المظاهر سواء فردية أو جماعية للمسلمين جميعاً على وجه الأرض تبقى في الذاكرة دائما، فالعيد ولياليه الجميلة التي جعل الله فيها الفرح شريعة تمارس بكل الوجوه الحلال طبعاً، وما تقوم فيها بعض الأسر من تنظيم للاجتماعات الكبيرة التي يلتقي فيها كل أفراد القبيلة الواحدة وتنظم الأنشطة بنكهة تراثية شعبية وبتقاليد أصيلة تختلف من منطقة لأخرى، كان الفيس بوك وتويتر والانستجرام وسيلة لذيذة لمتابعتها منذ الساعات الأولى ليوم العيد، بعض الفعاليات في المقابل نظمتها إمارات المناطق وكانت فعاليات الرياض جميلة، سواء في تخطيطها أو مستوى تنفيذها، ومن خلال الكتيب الذي حصلت عليه قبل العيد بيومين مرفقاً بإحدى الصحف؛ موضحاً لمكان وزمان كل فعالية والفئة التي تقدم لها، شدت انتباهي ما قدم في مركز الملك فهد الثقافي؛ خاصة المسرحيات النسائية وكثافة الحضور التي تشهد على التعطش لهذا النوع من الفنون، الذي ظل لسنوات عديدة مهملاً، فيما كانت الفنون الشعبية وفلكلور التراث تبسط حضورها الطاغي على هويتنا المحلية وما زالت كذلك، ولكن أين بقية الفنون في أعيادنا؟ لمَ لا يستغل وجود الحضور الكبير لبث ثقافة تذوق الفنون البصرية سواء تشكيلية أو فوتوغرافية، ولا أعني به الحضور التشكيلي الخجول وغياب الأسماء الكبيرة أو اقتصار العرض على أسماء معينة، ماذا لو تم تفعيل مشاركة وزارة الثقافة عبر مقتنياتها القديمة قبل الجديدة؛ وعرض إنتاج رواد الفن التشكيلي المحلي، والتعريف بهم فأكثر ما يحبط عند إقامة المعارض هو قلة عدد الزوار الذي يعكس عدم الاهتمام بالفن كجانب ثقافي، لكن ماذا لو تم استغلال فرص كثافة الزوار خلال فعالية ما لأجل تقديم الفن قريباً وفي متناولهم، لكن الذي يبدو لي أن سياسية نخبوية الفن بدأت تسيطر على الوضع بشكل يزداد وضوحاً يوما بعد آخر.