Culture Magazine Thursday  13/09/2012 G Issue 379
تشكيل
الخميس 26 ,شوال 1433   العدد  379
 
محطات تشكيلية
ابتكرت تقنية تمزج المينا بالتصوير الضوئي الكيميائي
مسعودة قربان دخلت عالم (المينا) وتشكيلها بعد أن تجاوزت الفرشاة وأقلام التلوين
إعداد: محمد المنيف

 

يسرنا أن نواصل تقديم نماذج من الجيل الشاب في ساحتنا التشكيلية التي أشرنا في هذه الصفحة من العدد السابق للمجلة الثقافية بأن الساحة تمثل حديقة غناء تمتلئ وتزدان بالكثير من رموز الجمال في الإبداع والعطاء الذي أصبح يسابق الزمن مما جعل من هذا التحرك السريع مجالا لاكتشاف الكثير من حالات التوقف أو السير ببطء بين جيل وآخر وبين فنان أو فنانة وغيرهم، وقد يكون الجيل الجديد من الشباب الأكثر تحركا لسخونة دمائه وقدرته على تجاوز التجارب والمحطات الأولى في مسيرتهم وامتلاكه روح المغامرة والبحث عن مختلف السبل لتحقيق أجمل النتائج وأرقى الإبداعات في مختلف روافد الفنون التشكيلية.

والمحنا إلى أننا سنقدم كل أسبوع رمزا من رموز الفن التشكيلي قاصرين الاختيار على الجيل الجديد من الجنسين واضعين في الاعتبار تنوع الأساليب وسبل التعبير التي يزخر بها الفن التشكيلي في عصرنا الحالي.

واليوم يسرنا أن نقدم أحد الرموز النسائية التشكيلية من جيل الفن التشكيلي الجديد مع علمنا أن الفن لا يصنف أو يميز فيه بين الجنسين لكننا مضطرين إلى تحديد الصفة ( نون النسوة) وأن نقدم الفنانة الدكتورة مسعودي قربان إحدى التشكيليات الطموحات إبداعا وتحصيلا علميا.

روافد الساحة

لاشك أن الساحة التشكيلية تعتمد في عطائها على رافدين هامين ينقسمان من حيث الجنس، ويلتقيان في الإبداع، الأول نعني به التشكيليين والآخر التشكيليات، ولكل منهم دوره وقدراته، فالقواسم المشتركة بين الجنسين في الإبداع التشكيلي لا تختلف بقدر ما تتزاوج وتذوب في بعضها رغم ما يراه بعض النقاد أو المحللين أن للمرأة خصوصيتها وللرجل أجواءه، منها ميل المرأة للدقة والحرص على التفاصيل، إضافة إلى اختيارها للألوان البراقة أو المتضادة أحيانا، كما قيل أيضا إن المرأة قد لا تنافس الرجل في مجال الإبداعات التشكيلية التي تتطلب القوة الجسدية منها النحت أو تشكيل الحديد عبر سبل التنفيذ من أدوات اللحام أو الطرق على النحاس وغيرها.

ومع هذين الاختلافين في الرأي حول قدرات المرأة فإنها نافست ونجحت وحققت المراكز المتقدمة في كل تلك الأدوات إضافة إلى الطرح الجاد في مواضيعها وملامستها لأبعد مسافة من وجدان الرجل، ومن هناك يمكن لنا أن نعتبر الفنان مسعودة قربان أحد النماذج المتميزة بالكثير من القدرات العلمية في دراستها والفنية في مشوارها الإبداعي الذي كان منه التنوع الذي أشرنا إليه في سياق الحديث، فالفنانة مسعودة تتعامل مع خامات عدة أبرزها المينا وما يتطلبه العمل بها من جهد ودقة ابتداء من التصميم مرورا بكل مراحل التنفيذ التي تحتاج إلى الصبر والأناة.

تعايش مسعودة قربان مع إبداعها

أسئلة كثيرة يمكن أن يحتضنها العنوان الفرعي لكنها تتكشف مع كل نظرة لأعمالها أو حوارها فالفن عند الفنانة مسعودة تعبير عن القضايا والتعامل مع قضايا تشكيلية عديدة وتطويع الاتجاهات الفنية الحديثة لتتلاءم مع ثقافتنا وواقعنا مع أنها في فترة من فترات حياتها اتجهت للواقعية الانطباعية ووظفت فيها اللون وفق صيغ ومبررات ذاتية للرواشين والمنازل القديمة ومن الملاحظ في أعمالها المتعددة التنفيذ والخامات وجود بصمتها التي أثبتت بها ذاته ووجودها في أي مكان في العالم بما تستحضره من المختزل الباطني من مواقف ومشاهد التي تمر بها في حياتها، فقد اهتمت في أعمالها كما تقول بالحالة الإنسانية التي تتماهى ملامحها وسط عتمة الألوان مع الاهتمام بالجانب الفكري وإن كان ذلك بشكل مختزل وتعدد الوسائط في أعمالها مع إبقاء الحضور الموضوعي من خلال العناصر الشعبية والعلاقات الإنسانية والمكانية.

ومع تعدد الوسائط لديها إلا أن لها نظرة مختلفة حول البرامج الحديثة التي يتم التعامل معها عبر الكمبيوتر والمسماة البرامج الحاسوبية فهي ترى أنها أضافت جديدا مع قناعتها بأن الفنان حينما يتعامل مع إبداعه بالشكل المباشر دون تلك البرامج فإنه يضع لمساته ومدركاته الحسية والبصرية والإبداعية وانفعالاته لا يستطيع أي برنامج أن يعطينا هذا الإحساس.

مراحل التطور والابتكار

مرت الفنانة التشكيلية مسعودة قربان بمراحل عدة في تجربتها الفنية تتجاوز فيها الفرشاة وأقلام التلوين إلى عالم المينا وتشكيلها تمكنت فيه من الجانبين التقني والموضوعي وابتكرت تقنية مبتكرة في التصوير التشكيلي في المينا بالتصوير الضوء كيميائي والآن بصدد براءة الاختراع وهي مراحل طويلة مر بها حالات توقف أو تراجع أو مراجعة للذات الفنية، لكنها ترى أن دراستها في مرحلتي الدكتوراه والماجستير في تخصص فن المينا فهي النقلة التي وسعت مدركاتها البصرية وفجرت الموهبة وصقلت قدراتها بشكل منهجي وعلمي من خلال التجارب التي قامت بها خلال الدراسة في الخارج والداخل والاطلاع على العديد من الثقافات والبيئات في العديد من الدول والاستفادة من المعطيات الإبداعية للفن المعاصر مع دمج الهوية المحلية. (التراث كل سبل التعبير فيه) تستوحي منه صورها وألوانها رؤياها شخوصها أفكارها تقدم بكل ذلك منظومة بصرية من خلال مجموعة معلقاتها وكل واحدة منها تمثل نصا بصريا متكاملا ومعبرا مرتبطا بالذي سبقه ومهيئا للذي يليه.

سيرة ومسيرة

تحمل الفنانة مسعودة قربان درجة الدكتوراه في التربية الفنية الرياض - وتعمل محاضر بجامعة الملك سعود ولديها الكثير من الخبرات العملية والتعليمية والدورات المتقدمة من داخل المملكة وخارجها في الرسم المائي وأشغال المعادن والفن التشكيلي أبرزها دورة في فن المينا بأمريكا. بلندن.

شاركت في العديد من اللجان في التحكيم والدورات ولها أكثر من أربعين مشاركة عملية من معارض ومهرجانات محلية وخارجية عضو في العديد من اللجان.

كما أقامت عدد من المعارض الشخصية منها معرض بجامعة الملك سعود. معرض من الحارة في بيت التشكيلين بجدة. معرض أشغال المينا في السفارة الهولندية. معرض بدولة قطر.

monif@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة