ألفه أبو منصور أحمد بن محمد الأزهري 282-370هـ الذي أسر في فتنة القرامطة حين عارضوا الحاج بالهبير، فكان الأزهري من نصيب هوازن الذين اختلط بهم أصرام من تميم وأسد.
وكما يقول المثل (رُبَّ ضارة نافعة) فقد استفاد المؤلف من هذا الأسر، فسمع من الأعراب اللغة، بل واستفادت معاجم اللغة والبلدان من كتابه هذا في اللغة والنبات والمواقع وغيرها.
طبع الكتاب – حسب اطلاعي المحدود- سنة 1421هـ في 15 مجلدا باسم (تهذيب اللغة) بإشراف: محمد عوض مرءب، علق عليه عمر سلامي وعبدالكريم حامد، تقديم: فاطمة محمد أصلان، لم ترتب مواده على الحروف الألفبائية وصفحاته 4884.
كما طبع في 4 مجلدات عام 1422هـ بإسم (معجم تهذيب اللغة) تحقيق د. رياض زكي سالم، مرتب على الحروف الألفبائية، صفحاته 3992.
أثنى كثيرون على هذا الكتاب كصاحب (لسان العرب) وغيره من المتقدمين، ومن المتأخرين الشيخ محمد بن ناصر العبودي (عميد الرحالين) ففي كتابه (معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة) ذي المجلدات الثلاثة عشر كثيرا ما يسند على (التهذيب)، وكذلك في كتبه الأخرى.
ومن المتأخرين أيضا الأستاذ أحمد بن مصلح الثمالي الذي له اهتمام كبير بالنبات والنخيل وغيرهما، وهو الذي شجعني على الحرص على هذا الكتاب، لذا اشتريت الكتاب الأول (تهذيب اللغة) (15 جزءا)، ولكني وجدت مواده غير مرتبة على الحروف الألفبائية.
ثم نبهني أبو خالد الثمالي إلى الطبعة الثانية (معجم تهذيب اللغة) 4 مجلدات، فوجدته سهلا ميسرا للمطالعة والبحث والفائدة.
تمنيت وتمنى الثمالي وتمنى الغيورون أن يقيض الله لهذا الكنز من يصنع له فهارس تفصيلية للنبات والمواقع واللغة والآيات والأحاديث والشعر وغيرها.
وقد أتحفني أبو خالد أقصد الأستاذ أحمد بن مصلح الثمالي (صديق الأزهري) ببحث جميل –رغم اختصاره-، أعده الأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز السعيد، جاء في 12 صفحة، وقد قسم (ما استطاع جمعه) إلى 3 أقسام: ملاحظات الأزهري الجغرافية، واللغوية، والنباتية.
والبحث بعنوان «من بلاد الأفغان إلى فيافي الصمان».
وعلق الثمالي في آخر البحث بما يلي: ((قلت: هذا عمل مميز، وكنت أجمع عند قراءاتي للأزهري (مثل) هذه اللقطات المتفرقة، ولم أتمها بعد. وقد أعجبني هذا البحث –وإن كان قاصرا- لأنه أهمل بعض النقاط منها على سبيل المثال قول الأزهري (والحبارى لا تشرب الماء، وتبيض في الرمال النائية، وقال: وكنا إذا ظعنّا نسير في جبال الدهناء، فريما التقطنا في يوم واحد من بيضها ما بين الأربع إلى الثمان، وهي تبيض أربع بيضات، ويضرب لونها إلى الزرقة، وطعمها ألذ من بيض الدجاج وبيض النعام)).
الشيخ د. محمد إسحاق آل إبراهيم في نقاش جرى في جلسة د. حمود بن عبدالعزيز البدر عن تهذيب اللغة والحاجة الماسة إلى فهارس تفصيليلة له، ذكر د. محمد أنه خرّج أحاديث التهذيب في كتاب ففرحت بذلك وسارعت بالحصول على نسخة مصورة لأنه لم يطبع بعد، وعنوانه (الأحاديث المسندة المرفوعة في (تهذيب اللغة) للأزهري).
ومؤلف الكتاب هو أستاذ السنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكتب مقدمة وافية عن الأزهري وكتابه في 24 صفحة، وجاء الكتاب في 575 صفحة.
وللدكتور محمد إسحاق نشاط كبير وواضح في تخصصه؛ فقد حقق كتاب تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة تأليف ناصر الدين البيضاوي، قدم له الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان، جاء في 3 مجلدات صفحاتها 1596 صفحة.
ليس هذا فقط بل إن د. محمد درس وحقق كتاب التنوير شرح الجامع الصغير تأليف محمد بن إسماعيل الصنعاني، قدم له الشيخان صالح بن محمد اللحيدان وعبدالله بن محمد الغنيمان.
جاء الكتاب في 11 مجلدا صفحاتها (6168) صفحة وقد أهداني الشيخ الدكتور هذين الكتابين، فشكرا له. ولا بد أن له كتبا أخرى تأليف وتحقيقاً د. عبدالله بن عبدالرحمن الربيعي د. عبدالله ألف كتابا عن والده عبدالرحمن رحمه الله أسماه صناجة عنيزة، وله نشاط أدبي وعلمي، وكانت له زاوية رائعة في جريدة الجزيرة عنوانها (دَيْوَنَه) افتقدناها منذ أوقفت ولا أدري من أوقفها، وأذكر حلقة منها كان عنوانها (بيدي لا بيد عمرو).
ذكر لي أخي عبدالله (أبو ربيع) أن أحد زملائه في رسالة جامعية استخرج المواقع التي جاءت في تهذيب اللغة، ووعدني بالحصول عليها (ووعد الحر دَين).
نقاش حول فهارس الكتاب في كتاب الشيخ حمد بن محمد الجاسر (نظرات..في تاج العروس) أورد ما دار بينه وبين عبدالستار أحمد فراج المحقق المصري المعروف (رحمهما الله) حول فهارس (تهذيب اللغة)، فقد ظن الجاسر أن الكتاب مخدوم بفهارس تفصيلية، فبين له فراج عدم وجود تلك الفهارس، ودار بينهما نقاش يحتد أحيانا ويهدأ أخرى، وذلك في الصفحات (5-54) من كتاب (نظرات في تاج العروس).
ليتني أتغلب على مشاغلي وظروفي وابدأ في صنع فهارس تفصيلية للكتاب المعجم، وخاصة النبات، بل ليت أحدا يتكرم ويتفضل بذلك (ليت وهل ينفع شيئا ليت).
* * *
مكتبة قيس للكتب والجرائد القديمة -الرياض – البير