الثقافية - سعيد الدحية الزهراني

أحدثت الثورة التكنورقميَّة تحوّلات مهمة في الاتجاهين الأفقي والرأسي.. تبدَّلت عندها مفاهيم وأسس وجذور بأكملها.. فضلاً عن سقوط نظريات وبروز أخرى تبعًا بطبيعة الحال إلى زوال أو مقاربة زوال مجالات وحقول في مقابل ظهور عوالم جديدة أخرى.. ولعلَّ ثورة الإعلام والاتِّصال الرقمي -مع غياب المصطلح المجمع عليه لهذا المجال- وتحديدًا مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونيَّة برزت أشكال كتابيَّة جديدة فرضها نسق الوسيلة الجديدة وعزَّزها استقبال الملتقي وتفاعله معها تبعًا لتحقيقها رغباته واستجابتها لحاجاته التي لم تُعدُّ على ذات النسق السابق في الكتاب أو الجريدة والمجلة.. وتحت تأثير مجموعة من العوامل من بينها ضرورة التعاطي مع الشكل الاتِّصالي الجديد ووفق اشتراطاته ومحدداته.. إلى جانب ضرورة التفاعل مع الجيل الجديد عبر أدوات تواصله المباشرة وليس بالاستناد إلى نظريَّة انتقال المعلومات على مرحلتين.. وكذلك ضرورة الخروج من البرج الثقافي الموحش وكسر هذه الحالة الواهمة.. إلى جانب عوامل أخرى وجد المثقف نفسه أمام حتميَّة الحضور في هذه الفضاءات المفتوحة وبذات المستوى المزاجي من حيث التعاطي والمشاركة.. مع أهميَّة أن يصطحب رسالته ورؤاه المتكيفة من حيث الإرسال مع متطلبات المناخ الجديد..

وتظهر استجابة المثقف في هذا الإطار عبر عدد من المظاهر أبرزها (التَّدوين المتصل حول موضوع واحد.. من خلال برنامج التواصل الاجتماعي تويتر مثلاً).. ومن ذلك تغريد ات الزميل الكاتب ب «الثقافيَّة» الأستاذ خالد الرفاعي الذي تناول عددًا من الشخصيات الثقافيَّة عبر تغريدات مُتَّصلة يمزج فيها الرؤيَّة الشخصيَّة بالمعلومة الثابتة والنتيجة التحليليَّة.. وهي محاولة بارزة وتثير أكثر من زاويَّة للنقاش والبحث شكلاً ومضمونًا.. كما أن هذا الشكل الكتابي الجديد بحاجة إلى دراسة علميَّة تُوضِّح وتؤسس عوالمه بصورة كاملة مثلما تقدم استشرافًا لمستقبله وأفقه.