المؤلف: رضوى فرغلي
الناشر: القاهرة: الدار المصرية اللبنانية؛ 2012
الصفحات: 150 صفحة من القطع العادي
دراسة نفسية (نالت بها الباحثة درجة الدكتوراه) تتناول حياة أطفال الشوارع في مصر؛ الذين يقيمون فيها بصفة دائمة، كما ترصد العلاقة بين الإساءة، خصوصًا الجنسية، والعدوان وتقدير الذات. تتكون الدراسة من مقدمة وخمسة فصول حملت العناوين التالية: من هم أطفال الشوارع؟، كابوس عالمي، هكذا يبدأ التشرد، الأرانب والمومياء، جنس وعدوان وأشياء أخرى.
كما ضمت الدراسة عدداً من الجداول والمعالجات الإحصائية لاختبارات أجريت على «مائة واثنين وخمسين» من أطفال الشوارع الذين تراوحت أعمارهم بين تسعة، وخمسة عشر عاما.
تروي الباحثة بعض الحالات التي خضعت للدراسة:
ياسمين (11 سنة) وهبها الله جمالاً واضحًا جعلها مطمعًا لأصحاب الضمائر الميتة. تختفي يومين أو ثلاثة ثم تعود بوجه باهت، تعاني حروقًا في مؤخرتها نتيجة إطفاء أعقاب السجائر بعد ممارستها الجنس مع أحد المشوَّهين أخلاقيًّا مقابل خمسة جنيهات!
محمد (9 سنوات)، لم يمر على هروبه من المنزل أكثر من عام واحد، لكنه لم يفلت من زملائه المستغلين الأكبر سنًّا، كنت أراه مرة واحدة كل أسبوعين تقريبًا، ينظر إليَّ بعينين حمراوين لا يفارقهما بكاء صامت، وأعرف منه أن هذا أو ذاك قد أجبره على الفعل الجنسي مقابل الإنفاق عليه.
أما عادل، فقد غاب فترة طويلة، وباءت كل محاولات البحث عنه بالفشل، إلى أن نبهنا أحد زملائه أنه ربما يكون محجوزًا في «الثلاجة».
وقد ختمت الباحثة دراستها بمجموعة من النتائج والتوصيات لمعالجة هذه الظاهرة وتطوير سياسات اجتماعية وتربوية لاحتواء الظاهرة وخفض معدلاتها في ضوء الحديث عن مليوني طفل شارع في مصر؛ يشكلون أخطاراً جسيمة ترتبط باستغلال هؤلاء في الجرائم المنظمة، وقد تم ذلك في الكثير من أحداث الشغب والتخريب والاعتداء التي صاحبت ثورة 25 يناير.