المؤلف: وليام ليثابي
المترجم: طه عبدالعزيز الدوري
الناشر: أبو ظبي: مشروع كلمة للترجمة؛ 2011
يحتوي الكتاب على نظرية معمارية تدور حول الرمزية في العمارة الكلاسيكية؛ حيث يرى المؤلف أن المعمار الحق لا يكتفي بهندسة الفراغ، بل يعبِّر بشكل فني احترافي عن الأساطير الإنسانية في كل الحضارات وعلى مصادر الفكر الإنساني.
والكتاب دراسة تعود لأواخر القرن التاسع عشر للفنان والمعماري والحرفي وليام ليثابي، وقد ألّف الكثير من الكتب والتصاميم التي ظلت رمزا في ذاكرة العمارة الإنجليزية وتاريخها.
يشرح ليثابي في كتابه هذا؛ العلاقة بين العمارة والبناء «كونهما أمرين مختلفين عن بعضهما بل هما منفصلان تماماً، وإن سكنت العمارة البناء سكن الروح بالجسد».
يتكون الكتاب من 12 فصلاً تقوم على طرح رموز معمارية تكرر ورودها عبر الزمن في إشارات متقاربة؛ يتناول الفصل الأول النماذج التقليدية والأسطورية لما يسميه المؤلف «نسيج العالم» وهو النظام الهيكلي الذي ترتفع به السماء فوق الأرض وارتباط السماء بها.
كما يتناول التعبير عن التطورات الكونية من خلال دور العبادة والمعابد الأولى التي قامت على مفردات إنشائية مستعارة من التصورات التقليدية لعلاقة السماء بالأرض.
وتأتي هذه التصورات للكون كمحور لما يلي من فصول تتتابع فيها الأمثلة عن التعبير المعماري وعلاقة البناء بالجهات الأربع على اختلاف المواقع والظروف؛ فيناقش المؤلف صلة دور العبادة والعصور الحضارية بقواعد راسخة تفسر اختيار مكان البناء بالتناسب مع حركة الشمس ومسار القمر.
وفي الفصول التالية تستعرض الدراسة مجموعة من الرموز المستقاة من الطبيعة في التمثيل المعماري؛ بدءاً بالشجرة التي تحمل الأحجار الكريمة، وهي في الغالب شجرة من معدن ثمين كالذهب أو الفضة وقد ازدانت فروعها بالماس والياقوت والزمرّد والعقيق ثماراً تعني الحياة.
ومن شجرة الحياة إلى مدارات الكواكب وما اتصل بها من معان فلكية وتصاميم معمارية فسّرت الظهور المتكرر للكواكب في مباني القدماء، ويناقش ليثابي في هذا الموضع تقارب أشكال الاقتباس ومعانيه من مكان لآخر ومن بلد لآخر.
وتبحث الفصول الأربعة الأخيرة رموزاً كونية طاغية الحضور؛ مثل البحر والسماء كمصادر لإلهام روائع العمارة والتأريخ الإنساني الواصف لها مثل وصف بلاط سليمان للأرضية التي حاكت في صفائها وصقل سطحها الماء فرفعت بلقيس ملكة سبأ طرف ثوبها ظناً أنها ستغوص في الماء، وتمثيل السماء المرصعة بالنجوم في معابد القدماء المصريين التي يقدم ليثابي سرداً لمختلف أساليب تمثيل السماء باللون والشكل المناسب كرسم النجوم على السقف، أو بأشكال ذات تعبير مجازي كتصوير أنثى وقد تمدد جسدها ليغطي الجدار والسقف ونزولاً إلى الجدار المقابل.