الشعب عاهد ربه
أنْ ليس عن هدفٍ رجوعُ
ماذا أُسرُّ وما أُذيعُ
والأمرُ يعرفه الجميعُ
السّجن والتشّريدُ والتعذيب
والقتل الذّريع
والهدم والتدمير والتشويه
والوضع الشنيع
«فشّارُ» هل قارفتَ هذا
أيها الحَمَل الوديع؟!
حتى النساء قتلتهنُّ
وما نجا الطفل الرضيع
والشيخ في المحراب يدعو
الله جلّله الخشوع
عاجلتموه بطعنةٍ نجلاءَ
فهو بها صريع
وقتلتَ آلاف الشباب
وهم لموطنهم دروع
وعليهمُ بكت النساءُ
ولم تزلْ تبكي الربوع
وتشرّد الآلافُ أنهكهم
مع الجوع الصقيع
كم منزلٍ داهمتموه
وأهله ليلاً هجوع
فاقتيدَ كاسبهم إلى
المجهول مطعمه ضريع
ألقيتموه بغرفةٍ
ظلماء ليس بها شموع
وتركتمُ أطفاله
والأمَّ تغمرهم دموع
كم ثاكلٍ في الليل تبكي
حين ينصرم الهزيع
تدعو عليك بحرقةٍ
والخدُّ تغمرهُ الدموع
والله للداعي إذا ما
كان مظلومًا سميع
وغدًا أمام الله هل
ينجيك من بطشٍ دُفوع؟!
يا ضيعة الإنسان فيك
ألستَ تظمأُ أو تجوع؟!
الذئب لم يفعل فعالك
حين عنَّ له القطيع
إيران تعطيك السلاحَ
لأنك الولد المطيع
تُلقي أوامرها إليكَ
وأنت سمّاعٌ صدوع
وكذاك تفعل روسيا
فالكل في جُرْمٍ وُقوع
غاب الطبيب وحلّ بعد
غيابه وحشٌ مريع
الظلم فيك وراثةٌ
والمكر أنت به ضليع
فأبوك قبلك قد طغى
والأصل تتبعه الفروع
سفك الدماء طبيعة
فيكم وأنت به وَلوع
لم ننسَ مذبحةً جرتْ
بحماةَ أغرقها النّجيع
قد بعتم الجولان هل
أحدٌ لموطنه يبيع؟!
الشعب عاهد ربّه
أنْ ليس عن هدفٍ رجوع
الناس يدعون الإله
وهم سجودٌ أو ركوع
والله جلَّ جلاله
ما كان حقَّهمُ يُضيع
حسني وزين العابدين
وثعلب اليمن الخدوع
الكلّ ينتظر النهاية
لن يقوم لهم شفيع
ومعمّرٌ لمّا أناخ
بساحه الأجل السريع
وجدوه مختبئًا كفأرٍ
جاءهً قطٌّ مُجيع
الكلّ يلعنه فلا
حزنٌ عليه ولا دموع
هذي نهاية من يخون
ومجدَ موطنه يُضيع
«فشّارُ» دورك قادمٌ
هل من مفرٍّ تستطيع؟!
لمّا تهاوى حافظٌ
وانزاح ظلاّمٌ قطوع
ما كنتَ تصلحُ للرئاسةِ
دونها سدٌّ منيع
إذْ جاء في دستوركم
بندٌ لحكمكمُ منوع
فوضعتَ بندًا غيره
والأمرُ عندكمُ وسيع
ما كنتَ للإصلاح تسعى
بل لإفسادٍ تُشيع
أَوَ ليس خيرًا لو بَعُدتَ
عن الرئاسةِ يا رقيع
وتركت تصريف الأمور
لمن لهم فكرٌ بديع
وحصافةٌ في الرأي تعمل
ما يفيد وما يروع
كم من نصيحٍ صادقٍ
ما عن نصيحته نزوع
«لم تعطِه وجهًا» فأنت
لكلّ ما يجدي منوع
من كان يقتل شعبه
أتُراه يسمع أو يطيع؟!
وفد الرقابة ناله
من مكركم فعلٌ وضيع
ضللتموه عن الحقيقة
والحقيقةُ لا تضيع
ولقد قتلتم واحدًا
منهم وذا جرمٌ شنيع
وجرحتمُ عددًا كثيرًا
إنّ ذا بئس الصنيع
لهفي على زمنٍ مضى
والشامُ محترمٌ منيع
خيراته موفورةٌ
يزهو به مجدٌ رفيع
والآن يجثمُ فوقه
ويُذِلّه وَغْدٌ وضيع
سيحدّث التاريخ عنك
غدًا وتلعنك الجموع
أسَفًا على مجدٍ بنيناه
وأنت له تضيع
لكن لي أملاً أعاد
ربيعه هذا الربيع
- الرياض