تُعتبر النوادي الأدبية واجهة ثقافية للدولة التي تسعى لتجديد المسار العلمي والثقافي لا تألو جهداً في ذلك، ولهذا هيأت كثيراً من مُتطلبات هذه الحيثية بل نزعت (الدولة) في هذا مُمثلة في «وزارة الثقافة والإعلام(1)» إلى حرية الاختيار اختيار.. رؤساء الأندية.. وذلك عن طريق الترشيح ليس سواه الترشيح الانتخابي، وهذا يُعطي فسحة كبيرة في مجالها لأن تُراوح مكانها وتزاول أُسس وطُرق التجديد الفعلي المطلوب على أساس الإضافات غير المسبوقة في مجال: العلم.. والثقافة.. والأدب.. والنقد، سوف أضع هُنَا بعضاً مما يحسُنُ نظره في هذه (النوادي) وليستقر في ذهن معالي الأخ د. خوجة.. ما يستقر وليطمئن معاليه إلى ما يطمئن إليه فهو ضليع في حب كل نهج جديد، وعسى أن يكون ما أكتبه ذا رسخ مرسوخ في دائرة البعث لتجديد مسار لابد أن يكون، مُؤملاً في ذات الوقت في.. ذاته.. أن يُدرس ما أدونه هنا لتنظره (النوادي الأدبية) مُساهمةً علّها تُضفي جديداً وتأخذ بيدٍ من يد إلى سبيل عالٍ جديدٍ(2).
ولعل ما توصلت إليه بعضُ الهيئات العلمية وكذا المراكز والمجامع سواء كانت رسمية أو مُستقلة إنّما توصلت إليه من سبق جيد وتجديد نسبي حسن إنما كان ذلك بعد فضل الله تعالى ومنته كان بما يُوجهُ إليها من نقد مقوم وبذل للآراء وطرح لرؤية رآها صالحة من رآها.
من هذه السبيل أطرحُ على (معاليه) والمسؤولين كذلك ما يلي وذلك صالحٌ لكل هيئةٍ علميةٍ أو مجلسٍ جامعي:
1- أولاً: تحية عالية التمكن من سعة الاطلاع على الآداب العالمية وخاصة الشعر والقصة والرواية والنقد وذلك حتى لا يقع توارد خواطر أو تشابه بين ما يُطبع ويُنشر.. عندنا.. وبين ما ذاع وتم طرحه عالمياً ولو لم يُعرفْ.
2- ثانياً: عدم طبع أو نشر أي كتاب علمي شرعي أو لغوي حتى تُحقَقَ آثارُهُ ويتثبت منها من حيث:
أ- الصحة.. والضعف.
ب- توثيق المصدر جيداً.
ج- دقة النقل والاستشهاد.
د- تأصيل الموضوع وجدته.
هـ- السلامة من النقل بالمعنى.
و- تناسق الغلاف مع الموضوع.
ز- سلامة النقد من سوء الخلق.
أو العبارات المسفهة وذلك في حال نقد المخالف(3).
ح- شرط (النشر) عدم التكرار لدى العالم أو المثقف أو الأديب أو الناقد أو الروائي أو القاص أو الشاعر، عدم (تكرار) ما طرحه من قبل في: كتاب.. أو بحث.. أو رسالة.
ط- ضرورة التفريق بين: البحث.. والدراسة.. والرسالة، وضرورة بيان أصل المنقول هل هو قاعدة شرعية أو حكمة أو مثل؟
فقد وجدتُ خلطاً عجيباً.
ي- يُبين المؤلف الذي ينشر له النادي ما توصل إليه بدقة وشفافية وسبيله إلى ذلك.
3- ثالثاً تكون المحاضرات والندوات والحوارات لكي تكون مُلقاة تكون ذات صبغة عالية من اللغة والنحو وجلب المزيد من (الاطروحات) اللافتة تلك من أجلها أُقيمت هذه المحاضرات إلخ..
ويكون المَّقَدِمُ.. أو العريفُ ذا كفاءةٍ عاليةٍ من سعِة الاطلاع وهدوء الطبع وحسن الأداء لأنه البوابة التي ينظر من خلالها الحاضرون ما سوف يكون، ومن الصعب جداً معالي الوزير أن يكون هذا إلا بهذا وعلى هذا الوصف.
4- رابعاً لَعَلَّهُ من المفيد لحركة الإثارة العلمية الناهضة والثقافية.. إلخ.. لعَلَّهُ مفيدٌ جداً طلب آراء المعنيين (إعلامياً) بما تم في (النادي) فإنَّه عند هذا ما ليس عند ذاك من وجهات النظر والآراء التي قد تكون فتحاً جديداً وذلك لاختلاف مشارب الأفهام واختلاف مناط الحكم عند هذا وذاك.
وهذا من ديدنه أن تسعى (النوادي) بالضرورة ألا تستضيف إلا الفحل المجدد(4).
5- خامساً أرى أن تنهج النوادي (.. لإحياء الموات..) بضرورة القيام بزيارات شخصية لكبار المعنيين الذين يميلون للانزواء طبعاً من العلماء والنقاد، والذين تصل نسبة عدم مشاركتهم 99% بسبب عدم القيام باللقاء بهم ولاسيما الذين جددوا في: باب- أو مسألة- أو رأي-، وأنا زعيم ان هذا وجيه لدرجة أن كثيراً من حملة (نوبل) انضموا إلى: مراكز ونوادٍ علمية وثقافية بعد القيام بمثل هذا.
6- سادساً ان يكون هُناكَ مُعجم عام مُصنفاً تصنيفاً علمياً (أبجدياً) يكون بخاصة للمصنفات (المتألقة) التي يُرى أنها أضافت شيئاً جديداً. وهذا دون ريب يكون حافزاً للآخرين بعدم التكرار سواء: العلماء أو المحققين أو الأدباء.. إلخ..وسواء أكانوا من الأعضاء أو من غيرهم.
وهذا المعجم يضم ما قام به كلُ نادٍ ليدفع بالتالي المنافسة بين النوادي على الحراك الحر المثمر.
ولقد رأيت وسمعت أنه في كل لقاء ثقافي أو لقاء علمي تُبث الشكوى أنه: لا حضور ولا تفاعل ولا مداخلات جديدة إنما التكرار ومجرد الحضور.
وهناك شبه نزاعات في بعض (الأندية الأدبية) حيال بعض ما يطرح وكذا: حال الانتخابات والطبع لبعض المنشورات.
والحقيقة ان ما أطرحه.. هنا.. مما انف ذكره يساهم بالانشغال لذات ما قامت بسببه الأندية أصلاً،
ويحسن ألا تستعجل النتائج مما ذكرته تواً بل يكون كل ناد وقدراته وعلو همة رئيسه وعلو همة أعضائه ومهمة المهمات هو: التوجه للتجديد الفعلي في مجال: (العلم.. وقراءة وتحقيق النص.. والثقافة.. والنقد.. وسياسة الإدارة) والله جلَّ وعلا الهادي إلى سواء السبيل.
(1) المثقفُ: كلمةٌ عامة حبذا إدخال كل من ألم بالأدب وعموم الاطلاع الجيد في مضمونها.
(2) عُرضت عليّ كثيرٌ من (الأعمال) من خلال: (اللقاء الثقافي) عرضاً شخصياً فلمستُ من خلال ذلك عدم جودة:
1- الحضور 2- عدم تأصيل النقاش 3- ضعف الحضور 4- تكرار الشكوى.
(3) وهذا يقطع عمليات السطو/ ونقل المعنى وهذا له معنى السطو وهو (شبه منتشر)، مُنتشر في كثير من البلاد العربية والإسلامية.
(4) لابد من (الحرص على هذا جداً).
الرياض