«في جزيرة من جزر الشرق البعيد راح يلتقط لها الصور في نفس المكان الذي شهد التقاط صورة لها وهي طفلة قبل سبعة عشر ربيعاًً».
بأسفلِ ذلك الدرَجِ
وفي ذاتِ المكانِ الحُلْمِ
نفسِ الجوّ والأشجارِ
والأنداءِ والأرَجِ
وقفتِ اليومَ
مثل الأمسِ باسمةً
بنفس السحر والإشراقِ
نفس الدلّ والغَنَجِ
وبين الطفلة الزهراءِ
ذاتِ المُقْلة النجلاءِ
في فُستانها الأحمرْ
وهذي الحلوة الميساءِ
ذات القدِّ
ممشوقاً ومنتفضاً
لينثر سحره الأخطرْ..
أنا في حيرة أكبرْ
يحدِّثني المكانُ
عن اشتياق الأرض للمطَرِ
عن الأجواءِ قد حنَّتْ
إليكِ.. لروعة السحَرِ
عن الأشجار أيقظها
شذاكِ بلحنِهِ العطِرِ
عن الأطيارِ ذكَّرها
مجيئُك للرُّبا إطلالةَ القمَرِ
وهذي النسمةُ السكرى
تزفّ رجوعكِ الأبهى
إلى الغاباتِ والجُزُرِ
...
هنا في أسفل الدرَجِ
وفي قصرٍ من الأحلامِ
بالغاباتِ ممتزِجِ
نسيرُ معاً
وكفُّكِ في يدي
والدرب أسئلةٌ
ومسرحُ ذكرياتٍ
بالندى والشوقِ مخْضلَّهْ
نسيرُ على الطريقِ معاً
نفتِّش فيه
عن شوقِ الزمانِ
إلى الزمانِ
وعن بقايا
ضحكةِ الطفلهْ
عن النظَراتِ حائرةً
عن الخطواتِ منسلَّهْ
هنا عبرَتْ ..
هنا وقفَتْ ..
هنا ركضَتْ ..
وتحت الغيمة السحَّاءِ
قد رقصَتْ
كمثلِ فراشةٍ
بالقطْرِ مبتلَّهْ
تُرى يا حُلوةَ الطلَّهْ
تُرى أين الصغيرةُ فيكِ
أين ملامح الطفلهْ؟
أفي هذي العيونِ السُّودِ
ساحرةِ البريقِ
بريئةِ النظرهْ
أفي وَجَناتكِ الخجْلى
بنبض الشوق
واللهفاتِ محْمرَّه
أفي أحلامكِ الورديةِ
انثالتْ على دنيايَ
فازدحمتْ بها الألوانُ
مثل حديقةٍ
بالعشْب مخْضرَّهْ
تُطِلُّ على المكانِ الحُلْمِ
تعبقُ بالشذا
في كلِّ مُنْعرَجِ
هنا في قصرنا الغافي
هنا في أسفلِ الدرَجِ