Culture Magazine Thursday  05/04/2012 G Issue 368
أقواس
الخميس 13 ,جمادى الاولى 1433   العدد  368
 
اليوم العالمي للمسرح بلا مسرح؟

 

الثقافية - أكابر الأحمدي

شهد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه الحفل الذي نظمته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون احتفاء باليوم العالمي للمسرح وكرم الوزير خوجه أبناء الفنانين بكر الشدي وعبد العزيز الحماد ومحمد العلي. هذا هو نص الخبر الذي تداول بين الصحف وبعد شكري واحترامي لوزارة الثقافة والإعلام لتنبئنا بهذا اليوم وتزيد من ثقله على قلوبنا أعتقد أننا يجب أن نستثنى من هذا الاحتفال.... كيف نحتفل ومؤسسات الثقافية لا تمتلك مسرحا واحداً صالحا لتقديم العروض وأثناء المهرجانات تستعين بالمسرح الجامعي، والأمر حينها يكون متأرجح بين الرفض والقبول. كان من الأجدر في مثل هذا اليوم أن يجتمع كل المسرحيين مستغلين وجود الوزير وأن يناقشونه التحديات والمعوقات التي تواجه المسرح وصناعته في السعودية وأهمها توالد إيمان حقيقي من قبل المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام عن أهمية المسرح ودوره وأثره وكذلك المسؤولون في وزارة التربية والتعليم عن دور المسرح المدرسي كمكون رئيسي ضمن المنهج الدراسي مع أهمية ترجمة هذا الإيمان إلى برامج عمل مثل تهيئة قاعات عرض مسرحية مناسبة تأهيل المعلمين في مجال المسرح المدرسي، توفير بعثات من قبل وزارة الثقافة والإعلام للمسرحيين وإقامة دورات وورش تأهيلية متخصصة في مختلف جوانب المسرح عالية المستوى كذلك إيجاد حل لقلة الدعم المادي والمباني وغياب المكون الفلسفي وخلق خطة استراتجيه لمؤسسات الإنتاج الفني للوصول إلى صيغة يكون للفن عائدا ماليا والاعتراف الفعلي بالواقع المسرحي وتغير ثقافة المجتمع له من مجرد محطة للترفيه والترويح إلى أنه بوابة للإبداع الفني والمعرفي والثقافي مشكلات استعصى الزمان أن يجد لها حلاً له فبين محرم للمسرح وبين مؤيد له يقف المجتمع حائراً ومتسائلاً لماذا المسرح معطل لأسباب فكرية أيدلوجية تدخلت في قيم كان من المفترض أن لا تتدخل فيها كذلك الإجراءات الإدارية التي انتهجت نهج المشي بجانب الحيط تجنباً من الاصطدام بتيارات فكرية معينة أسهم ذلك المشي في ضعف المسرح وتشتت أفكاره بينما قطار المسرح في العالم كله يسير بسرعة فائقة في كل محطة مدرسة جديدة واتجاه حديث وتجريب أكثر حداثة أنا لا أدعو إلى التبعية للحاق بركب المسرح العالمي فنحن ما زلنا في طور التأسيس إنما أدعو إلى الموازاة في انطلاقة الركب والتطور وهي موازاة تقوم على ثقافة مسرحية شاملة ياسيدي الوزير إن المسرح لا يمكن أن يتطور مع الجمود والسكون والبلادة وأرى أن الكثير من المهتمين بالمسرح مخضرمين وشباباً لديهم من طاقة الإدراك والإبداع وحب المغامرة ما يؤهلهم للسير في قطار المسرح إلى عوالم غير مكتشفة أخيراً نحن نعلم بأن أزمة المسرح هي جزء من أزمة الثقافة وأزمة الثقافة هي جزء من أزمة الإنسان المعاصر في هذا الزمن الصعب والعالم المتصدع ولكن هل قدرنا أن يأتي العام القادم ولا نملك مسرحاً؟ على الوزارة أن تؤمن بأن المسرح كي يتجاوز أزمته لا يمكن أن ينهض إلا بالمسرح.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة