هو اللون الأخضر لون السلام والطمأنينة وهو اللون الذي ارتبط بك، وطني يا بلد الحرمين، مهبط الوحي ومشرق الإسلام دين الأخلاق والرفق والإحسان، لكن وللأسف نزعت قدسية ذلك اللون الجميل ونزعت معه كل تلك المعاني الجليلة، حين ارتبط بالتهريج الذي يمارسه شبابنا في كل يوم وطني يحتفل به دورياً كل عام، من ألوان سيارات وأردية ورسومات على الوجوه والأجساد، لكن أن يتطور الموضوع إلى سخافة وطيش وتكسير على يد من يرتدي ملابسه الداخلية، وقد رش عليها ذلك اللون المظلوم، كل الأشياء كانت خضراء بيوتنا شوارعنا والكثير، لم أشهدها بعيني لكن تطبيقات الهواتف الذكية كانت كافية لرؤية شاملة حول كل مناطق المملكة، وبالتالي تابعها غيرنا حول العالم، ساهمنا من باب السخرية ورصد الحدث إلى نقل الجوانب السلبية في هذا الاحتفال وكأنه لم يحدث سواها من أحداث، لماذا لم نساهم في رصد الصور الإيجابية والتصرفات المشرِّفة للفئة الصالحة من شباب وفتيات وطننا، إذا كان هؤلاء الناشرون يعلقون على الصور والمقاطع بنوع من السخرية فإنهم من جانب آخر ساهموا في إبرازها وإيصالها، هاتفك الجوال يحمل عيناً ترصد ما حولك ثم أنت من يحدد هل ينشرها لتصل وتمثلنا أم أنها تبقى حبيسة ذاكرة جهازك إلى ما شاء الله، فعلاً كل ما يُشكِّل ملامح تعاملنا الحالي ويمثلنا هو ما يتشكَّل بفعل العقل الجمعي لنا من خلال الرسائل القصيرة الساخرة والنكتة والقصص المفبركة والصور السخيفة حقاً، ثقافة الصور كرسالة ثقافة تقدرها الشعوب الراقية وتتفهم معنى أن ماذا تلتقط وماذا تنشر، قد تكون هناك حالات يتم فيها كسر ذلك لكنها لن تكون بقدر محتوى اليوتيوب المحلي الذي يرصد مقاطع التفحيط المخرجة بطرق احترافية أو مقاطع الصراخ والتكسير في اليوم الوطني.
Hanan.hazza@yahoo.com