Culture Magazine Thursday  04/10/2012 G Issue 382
تشكيل
الخميس 18 ,ذو القعدة 1433   العدد  382
 
محطات تشكيلية
فنان يقتنص ملامح الجمال من ثنايا الواقع
محمد الرباط جعل من لوحاته ميداناً لسباق الحروف العربية وخيولها
إعداد: محمد المنيف

 

في ساحتنا التشكيلية تنوع وتعدد في مستويات الإبداع ومنافسة كبيرة لتحقيق الذات، البعض يحمل عتاده وزاده من الموهبة والخبرات والاقتدار على الاستزادة من كل جديد، والبعض يجد في فتات وبقايا غيره ما يمكنه من الوقوف في الصف ولو للحظات ليعود بعدها مستنجدا بالآخرين من خلال نقل أو تقليد إبداعاتهم والسير على خطواتهم لعل وعسى أن تصيب تلك المحاولة، أما الأهم والأكثر إيلاما، فهو أن مثل تلك النباتات المتسلقة تجد من يرويها إعلاميا ويدفع بها إلى الأمام دون قناعة، ولكنها المجاملة من هذا أو ذاك الصحفي الذي يفاجأ بأن من قدمهم إلى الأمام قدر تراجعهم إلى ما هو أبعد من الخلف أو الخطوة الأخيرة، إلى مراحل لا يمكن لهؤلاء الداعمين من إنقاذ ما يمكن إنقاذه ومحاولة البحث عن العذر بأنهم أخفقوا في الاختيار وأسرفوا في المديح.

وإذا كنا قد ابتلينا بمثل هذه الفئات فإن ما يضايقنا منها حضورها المؤذي للشجيرات الأكثر إنتاجا.. وألذ ثمارا.. وأصلب عودا، الفنانون الحقيقيون الذين لا يبحثون عن الإعلام أو استجداء الصحفيين بقدر ما يفرضون أنفسهم بإبداعهم الحقيقي الذي يخجل الجميع من الجاهلين بتلك الحقيقة، المسيرين بناء على العاطفة، والتعاطف ليدفعهم وضوح الرؤيا أن يعيدوا ترتيب أوراقهم بعد مشاهدتهم نجاحات أصحاب الإمكانيات الحقيقية.

فنان حفر اسمه في الساحة

وانطلاقا من حرصنا على تقديم من نثق بنجاحه واستمرار تطور مسيرته نقدم لقرائنا هذا اليوم فنانا، أبدع فنجح، وتألق فحقق التميز، ونافس فكسب الجوائز، فحفر اسمه في صدر الساحة، فنان إبداعاته تشبه خليط زيت العود الأصلي بنكهة عطر باريسي، بدأ واقعيا كما يقول أن الواقعية بداية طبيعية بحكم الدراسة الأكاديمية والمباشرة في تناول المواضيع فتارة يجدها تحديا للذات وتارة يغلب عليها الجانب الاستعراضي من فنان مبتدئ يبحث عن الثناء ولفت انتباه من حوله. أما الخروج والانتقال لمرحلة جديدة فكان من باب التعلق والمحاكاة لكل ما ينتج من حوله وذلك لزمن ليس بالبسيط حتى بدأ مرحلة جادة لممارسة واعية سجل وجرب وزاوج بين قدراته وكل ما اكتسبه من خبرات سابقة والبحث عن هوية وخصوصية في عمله يتميز بها عن أقرانه بتكثيف الجانب البصري لأن الفنان كما يضيف الفنان محمد الرباط لا يعمل من فراغ وآخر تلك المراحل مرحلة التجريدية الحروفية التي مازلت بها إلى الآن.

ويواصل الفنان الرباط حديثه قائلا إن توجهه الأخير للحرف العربي كان نابعا من إيمانه برسالته كفنان مسلم يجب عليه حمل ولو جزء من كنوز التراث الإسلامي الثري والتعريف بدوره في الحضارات الإسلامية السابقة التي بنيت عليها حضارات معاصرة وإحياء القيم الإسلامية التي تجسدت في فنونه المختلفة أما الحروفية العربية فتعد في الوقت الحاضر من أرقى الفنون التشكيلية العربية التي تستمد مادتها من الحرف العربي والكلمة العربية لما يحمله الحرف العربي من رشاقة وحركة جمالية وقيم تعبيرية متى ما وظفها الفنان في لوحة تشكيلية حملت قيما فنية عالية. من خلال تناوله للكلمة في اللوحة بدون أي معنى. معتنين بشكل الحرف وجمالياته. أو الربط مابين الشكل والمعنى مع استخدام عناصر تشبيهية أخرى. أو الرسم الحقيقي والبنية الخطية للحرف العربي الذي يميل للقاعدية إلى جانب إعطائه حيوية وإشراقاً.

حرص الفنان محمد الرباط في بداية كما يقول للصفحة عند تناوله للحرف على تكريس موضوعات تنسجم مع معالم المحتوى الفكري في اللوحة الحروفية من خلال تناوله بعض المواضيع التراثية والإسلامية وفي الآونة الأخيرة اتجه لإبراز الجانب الجمالي للحرف معتمد على عدة معالجات ووسائط بصرية في اللوحة والدمج بين الحرف غير المقروء والخلفية المجردة. والذي سعى من خلاله إلى الكشف والبحث في الإمكانات البصرية للحرف وإبراز في الوقت نفسه الإيحاءات والجماليات الفنية التي تشد المشاهد إلى خلق حوار بصري مع اللوحة. مبتعدا عن النمطية الكلاسيكية السابقة في تناول الحرف العربي. وترسيخ أبعاد جديدة لها دون الابتعاد عن روح اللوحة الحروفية التي توحد مفردات العمل في ظل التشكيلات البصرية.

ويختم الفنان محمد الرباط حديثة للصفحة التشكيلية بالمجلة الثقافية عن تعامله المفرط في اللون الأبيض قائلا: نعلم ويعلم الفنانون التشكيليون أن استخدام اللون الأبيض فيه كثير من التحدي والجرأة والصعوبة وتجربة اللون الأبيض كانت نابعة من حبه وتعلقه بمرحلة سابقة وهي مرحلة الألوان المائية والتأثيرات الفراغية التي يتركها الفنان على المسطح الأبيض للوحة وما تنتجه من قيمة جمالية مكملة للعناصر الملونة في اللوحة مما ولد عنده رغبة وتحدٍ لإيجاد تجربة تحمل تلك الروح في إطار منسجم يؤكد خصوصية التناول لتلك التجربة.

سيرة مفعمة بالعطاء

لن توفي المساحة كل ما تحمله سيرة هذا الفنان من عطاء وجهد كبير استحق به التقدير والاحترام ووصوله إلى مرحلة يحمل فيها مع أمثاله من المبدعين مسئولية الإبداع التشكيلي السعودي فهو معلم تربية فنية عضو بيت الفنانين التشكيليين رسام كاريكاتير سابق بصحيفة عكاظ وصحيفة المدينة المنورة ومجلة مجتمع السلامة ومجلة سمارك ومجلة النادي الرياضية ومجلة كاميرا ثلاثة المصورة وصمم العديد من البروشورات والبوسترات وأغلفة الكتب والبنرات وأغلفة الكاسيت ودواوين الشعر والشعارات لبعض الجهات الحكومية والمناسبات الرياضية والمؤسسات الخاصة. وشارك في تقييم بعض المسابقات التشكيلية المحلية والكثير من مسابقات رسوم الأطفال والخط العربي.

عمل مجسم لمحافظة مهد الذهب وتصميم مجسم لبلدية منطقة جازان

وقام بتنفيذ أكثر من اثني عشر جدارية في مواقع مهمة وشارك في أكثر من عشرين معرضا جماعيا في مختلف مناطق المملكة منذ عام 1409هـ، وأكثر من ثلاثة وعشرين معرضا خارج المملكة ضمن المشاركات التي حازت على العديد من الجوائز منها - جائزة المركز الأول بمعرض الرئاسة العامة لرعاية الشباب (مكتب جدة)- المستوى الأول (بالجمعية العربية للثقافة والفنون) - جائزة المركز الأول (المسابقة الزمنية) الثالثة - جائزة المركز الأول (مهرجان الجنادرية) - المستوى الأول جائزة الملك عبد الله (وطني) - جازة المركز الأول لمسابقة الطائف التشكيلية - جائزة المستوى الأول بمسابقة الوطن في عيون التشكيليين - مركز الأول لجائزة لوحة وقصيدة (مسابقة سوق عكاظ) جائزة التميز لمسابقة تزيين مكة العالمية جائزة السعفة الفضية لمسابقة ملتقى الفنون البصرية لدول مجلس التعاون الخليجي جائزة المركز الأول لمسابقة الفن الإسلامي المعاصر له العديد من المقتنيات لدى عدد من الأمراء ورجال الأعمال ومؤسسات رسمية وأخرى خاصة.

monif@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة