Culture Magazine Thursday  04/10/2012 G Issue 382
شعر
الخميس 18 ,ذو القعدة 1433   العدد  382
 
المساءُ المُعَطّر
عبد القادر بن عبد الحي كمال

 

مساؤكِ عِشْقٌ وبَوْحٌ مُعطّرْ

وقِنْديلُ زيْتٍ وزيْتونُ أخْضرْ

مساؤكِ يا حُلْوتي أُغْنياتٌ

وصوتٌ شجِيٌّ ونَغْمَةُ مزْهرْ

مساؤكِ حِضْنٌ شهِيٌّ ودِفْءٌ

ودُرّاقَتانِ وكُوزٌ وسُكّرْ

مساؤكِ (يا شوقُ) همْساتُ حُبٍّ

ورَفّةُ جَفْنٍ وعِطْرٌ وعَنْبرْ

إذا زُرْتُ رَوْضَكَ يهتزُّ قلبي

وينْسابُ هَمْسُ القَميصِ المُخَصَّرْ

تجولُ عيوني بأثْمارِ رَوْضٍ

تَدانَتْ قِطافاً على صَحْنِ مَرْمَرْ

فهذي كُرومٌ وهذا نضيدٌ

وعِذْقٌ رطيبٌ ولوزٌ مُقَشّرْ

وبسْمةُ فُسْتُقَةٍ حُلوةٍ

مُعَتَّقَةٍ في رحيقٍ مُعَطَّرْ

أصَخْرٌ أنا أمْ تُراني جَمادٌ؟

وحتى الجَمادُ لهُ ألف منْظَر

أُحَدِّقُ فيكِ ويزْدادُ شَوْقي

وأقْدَعُ نفْسيَ عن كلِّ مُنْكَرْ

وأغْمِضُ عيني عن المُغْرياتِ

وعن يانِعٍ من قِطافٍ مُدوَّرْ

أهِمُّ، وتمْنَعُني شيمتي

وأُغْضي حَياءً وفي القلبِ خَنْجَرْ

أُعيذُكِ (يا شوقُ) عمّا يُشينُ

فأنتِ لِعَمْريَ أسْمَى وأكْبَرْ

ومن يَعْشَقِ الريمَ لا يبْتَغي

هَواناً لها وهْيَ أزْكَى وأطْهَرْ

تقول: فديْتُكَ، والصّوْتُ عذْبٌ

عصافيرُ تشْدو وعَزْفٌ ومِزْهَرْ

فيَنْسابُ في الكَوْنِ لحْنٌ جميلٌ

يُغنّيهُ صوْتٌ بِواديَ عَبْقَرْ

ويطْعَنُ مُهْجَةَ غيْمٍ رقيقٍ

فَيَجْري عَقيقٌ ويَعْبُقُ زَعْتَرْ

أُحبُّكِ (يا شوقُ) والحُبُّ رِقٌّ

وإنّي بِرقِّيَ في الحُبِّ أفْخَرْ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة