وبريد الصفحة يناقش موضوعات بعث بها كلٌ من: الآنسة (مي الجاسر)، والأخت (سارة بوحميد) من بيروت، والأخت (شيخة الدغفق) من الدمام، والآنسة (حصة التويجري)، والأخت (بهية الصويغ) من الرياض [وهي زوجة الشاعر عبدالرحمن المنصور].
ومعذرةً إذْ لم أحصل على أعداد محددة من هذه الصفحة.
وقد اطلعت على العدد (46) من اليمامة الصادر بتاريخ 11 شوال 1384هـ الموافق 12 فبراير 1965م وهو كما أعلم آخر عدد أشرفت فيه السيدة (شمس) على الصفحة النسائية، وقد كتبت به إلى جانب (حصة محمد التويجري)، والآنسة (خيرية السقاف) موضوع (لمحات من الواقع).
وتستمر (شمس أحمد الحسيني) – رحمها الله – بالإشراف على الصفحة مدة عام كامل، لتنتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث أسرتها؛ بسبب تعرُّض زوجها الأستاذ والكاتب (عابد محمد علي خزندار) للتوقيف لمدة سنتين مع الأستاذين الراحلين: عبدالكريم الجهيمان وعبدالرحمن المنصور.
و(شمس أحمد الحسيني) هي (شمس خزندار). فهي تقول في مقابلة أجرتها معها (مجلة اليمامة) في العدد (1733) الصادر يوم السبت 18 رمضان 1423هـ، 23 نوفمبر 2002م إن اسمها الفني (شمس خزندار) نسبة إلى اسم عائلة زوجها، أما اسمها الحقيقي فهو (شمس أحمد الحسيني) ويعود أصلها إلى أشراف الحجاز النازحين إلى مصر.. وذكرت أنها وُلدت في القاهرة عام 1940هـ في حي (العتبة) وحصلت على الثانوية، ثم تزوجت من الأستاذ (عابد خزندار) عند تخرجه بكلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1957م، 1377هـ، ثم سافرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتدرس لمدة سنتين في جامعة ميرلاند. وقالت إن زوجها (عابد) لم يَنْبَتَّ عن جذوره العربية، وهو كان وما زال يعيش هموم الوطن. وحتى إنّ ابنتيها: الأستاذة (منى) مديرة معهد العالم العربي بباريس، والدكتورة (سارة) الأستاذة في كلية العمارة في جامعة السوربون بباريس، مع حياتهما الطويلة بباريس منذ عشرين عاماً لم يفقدا الهوية العربية والانتماء إلى المجتمع السعودي الذي ولدتا فيه.. أما مشوارها مع الصحافة فتقول إنها بدأت الكتابة مع نشأة المؤسسات الصحفية، ومع (صحيفة الرياض) بالذات [وهذا ليس صحيحاً فهي تقصد (صحيفة اليمامة) التي صدرت في 7-11-1383هـ وليس (الرياض) التي صدر عددها الأول بتاريخ 1 محرم 1385هـ] وتقول إن الذي دعاها للإشراف على الصفحة النسائية هو الشيخ حمد الجاسر، بتوصيةٍ من صديق زوجها (الأستاذ حامد دمنهوري)، الذي كان يعمل وكيلاً لوزارة المعارف، وتقول: إن رئيس التحرير كما تذكر، (عمران العمران) [وهذا أيضاً ليس بصحيح إذ كان رئيس التحرير حينها هو (الشيخ حمد الجاسر).] وكان حلقة الوصل بينها وبين الصحيفة (الأستاذ حمود البدر) الذي كان محررًا بالصحيفة، وكانت (شمس) تذهب إلى بيته مع زوجها لتقدِّم له مواد الصفحة، وكانت زوجة البدر (ثريا) – وهي ابنة وزير التجارة في ذلك الوقت (الأستاذ عابد شيخ) – صديقةً لها.. وقالت إنها كانت تتقاضى أربعمائة ريال شهرياً، وهو راتب جيد بمعيار ذلك الوقت.. وقالت إن هذه الفترة من أجمل فترات حياتها رغم أنها لم تستمر سوى عامين، حيث تعرّض زوجها للإيقاف عن عمله، مع أنه أول سعودي يحصل على درجة الماجستير في الكيمياء الزراعية. ومن هنا ذهبت للعيش مع عائلتها في القاهرة.
وقالت في إجابة أخرى: «.. إنها لم تتعرض لأي هجوم أو انتقاد من الأسرة، ولكن الطريف أن الأستاذ (إبراهيم الناصر الحميدان)، هاجم الصفحة النسائية واعتبرها عملاً لا جدوى منه بدعوى أن النساء في بلادنا أُميّات لا يقرأن الصفحة وبالتالي لا يستفدن منها، فردَّت عليه بأن الصفحة عن المرأة وليست موجَّهةً لها، وأن الرجل والمجتمع في بلادنا بحاجة ماسة إلى أن يتعرفا على قضايا المرأة ومشكلاتها، وأن هدف الصفحة هو عرض هذه القضايا بالقدر المتاح من الحرية في ذلك الوقت، وبالتالي الدعوة إلى حلها، ومع الأسف، وبعد مرور ما يقارب أربعين عاما على ذلك، نجد أن الكثير من قضايا المرأة لم تُحَلّ إلى الآن ، الأمر الذي نحتاج معه إلى صحافة نسائية قوية ليست متلونة، ومن النوع الذي يطغى على الساحة ويحتلها الآن، ولا أريد أن أسمي مجلة بعينها، إلا أن بعضها أصبح معروفاً ومتداولاً للأسف وتجد رواجاً كبيراً».
وقالت عن الفرق بين صحافة الأمس وصحافة اليوم: «دعني أقلها بصراحة: صحافة الأمس أو صحافة الأفراد كانت صحافة مستوى ومضمون، أما صحافة اليوم فهي صحافة شكل، وحسْب».
وقالت عمَّن لفت انتباهها من الصحفيات السعوديات قديماً وحديثاً: «الأخت الدكتورة (خيرية السقاف) كانت بصفة مستمرة في الصفحة وكانت ملتزمة معي، وهي أصبحت بعد ذلك صحفية محترفة، ولكنها تركت الاحتراف ربما بسبب العمل الأكاديمي، وإن كانت ما تزال تواصل الكتابة».
وقالت إن الصفحة شاملة تُعنى بقضايا المرأة وتواكب ظروف تلك الفترة مثل ترشيد الإنفاق في مصروف البيت، وكل ما يتعلق بتعليم المرأة، والعناية بالطفل، والتعامل مع الزوج والأولاد، وجمال المرأة، والديكور، وثقافة المرأة.. إلخ.
يتبع