Culture Magazine Thursday  01/03/2012 G Issue 365
كتب
الخميس 8 ,ربيع الآخر 1433   العدد  365
 
قلم ومتاريس: مقالات في تاريخ الزمن الحاضر

 

المؤلف: فوزي الصدقاوي

الناشر: ببنزرت (تونس): حسن بلكاهية،

يتناول الكتاب تعطيل حركة التدوين التاريخي والسياسي في تونس وأسباب غياب الذاكرة الوطنية والمراجعات النقدية التاريخية عن الظهور وحصار مراكز التوثيق خلال فترة حكم بن علي ؛ « ذلك أن نظام بن علي قد نصب لهم حصاراً حول الذاكرة الوطنية المناضلة، فأخرس صحفاً وشرّد أحزاباً وألجم مثقفين وسجن سياسيين ثم إن «العهد الجديد» ضربَ حُجُباً على الفضاء الافتراضي، وصادر تقاليد ثقافية ومنابر فكرية وحركة أدبية ومراكز بحثية وأبرم اتفاقات مع أقلام مأجورة ومؤسسات وهمية ورموز إعلامية رخيصة وأحزاب سياسية مستنسخة وطيئة.».

يقول المؤلف في مقدمته:» لماذا يتوجّب علينا دائماً أن ننتظر عصراً للتدوين حتى نعقل تاريخنا؟ بينما كان يمكن لكل فجر جديد من أيامنا أن يكون عصراً للتدوين وعقلاً للتاريخ عند كل لحظة؟ لماذا يجب أن يستمر السياسي عائقاً دون تدوين الذاكرة الحيّة الناطقة والفاعلة، بينما انتظار عصر التدوين كان دائماً يجري بغاية، قمع صنّاع التاريخ، فاعلاً بعد فاعل وقضم الذاكرة شاهداً بعد شاهد،وطمس السياقات النفسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، حيث بها يتشكّل المجال التأويلي للحدث التاريخي المخصوص، فيتيسر استعاب منطقه الداخلي، وهي شروط لو غابت عن باحث التاريخ لصار التاريخ عنده حمّالَ أوجهٍ.

وإذا كان ظهور عصر التدوين تاريخيا، دليل على ما بلغته الحواضر العربية الإسلامية من نضج ورشد في شتى العلوم الشرعية والعقلية، وكانت الحاجة إلى التدوين قد جاءت بها سعة أفق رجال السلطة وشغفهم بالعلم والمعرفة، فإن «عصور التدوين» اليوم في تونس تجددت تحت سلطات رجال جاءت بهم حركة التحرر الوطني أو حركات إنقاذ وطني مزعومة،لم تكن مشغولة بغير زعامتها وترميم شرعيتها، ولم يكن لكتابة التاريخ عندهم من حظ إلا بقدر ما ينفخ في صورهم ويعظّم صنيعهم، ويواري طبائع الاستبداد في مسيرتهم.

وقد انشغلت المقالات التي استجمعها هذا العمل بتدوين لحظات من تاريخ-حاضر البلاد، فرصدت صور من صفحات اليومي من حياة الناس تحت سلطان غاشم، فشخّصت وشرحت وحاكمت وانتقدت واقترحت وتدبرت وبكت وأبكت وتضامنت وأسندت وصالت عند الميادين وجالت ثم خطت لتاريخ كل لحظة عبرة وعبارة، وجعلت من الحاضر وقد استوطن كل لحظة همّها ومن المستقبل يَنبُتُ عن كل فجر شغفَها واهتمَامَها، واجتهدت من أجل أن يكون التاريخ، محضنة الأمس واليوم والغد، ومَربط الهنا والهناك، وموطن الفرد والجماعة وحمّال ألوان الطيف وجِماع الفكرة والفرح والمحنة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة