تبقى جدة المدينة الأهم خليجياً ومن العواصم العربية الهامة من الناحية الفنية التشكيلية، فهي منذ عقود فضاء لمنحوتات عدد من الفنانين المحليين والعرب والأجانب وعدد منهم من المشاهير، هي الآن تتبوأ مقعداً من الفن ينافس عواصم عربية وخليجية من ناحية الإقبال على الفن ووجود قاعات مهيأة له وكذلك رعاة يسهمون في دعمه.
صحبني بعض أصدقائي الفنانين في جدة أثناء زيارتي الأخيرة لها إلى قاعات جديدة ومعارض جديدة ولأسماء جديدة أيضاً، لمست تنامياً يدعو للفرح، بين قاعة إثر والعالمية ورؤية والمركز السعودي واتيليه جدة وغيرها تتوزع المعارض وتتسابق كما يتسابق الفنانون. في قاعة المركز السعودي ما انفك معرض فهد خليف حتى يأتي معرض الفن الإسلامي الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام وهو مسابقة كبيرة استقطبت عدداً من الفنانين بكل فئاتهم، في قاعة إثر يقام معرض أيمن يسري وتعرض أعمال بعض الفنانين شاهدت تجارب جديدة ومثيرة للفنان صديق واصل، أما حافة الصحراء فتتخذ موقعاً في نادي الفروسية لليخوت لتحمل رسالتها الفنية الشابة وهي التي تنقلت من لندن إلى دبي وغيرهما. تجارب جديدة يطلقها المشاركون في المعرض فمنال الضويان وأسماء السيدات في خطوة شملت بعض المناطق وبجانبها أسماء نعرفها لأول مرة، الاتيليه يعرض للفنان ارام خالد الرز مجموعة كبيرة من أعماله الجديدة، أما العالمية فما انفك معرض زهير طولة حتى قدمت مجموعة من أعمال فنانين سعوديين وعرباً. في رؤية يعرض قسورة حافظ تجربته الأحدث باشتغال على بعض المفاهيم التي تتنوع بين الإسلامي وبين الذاكراتي، هو اسم يؤكد وجوده بعد عرضه الأول منذ قرابة العام وهو يسير في خط تحديثي شبابي يعبر عن مفاهيمه الفنية ورؤاه. في قاعة نواة الفن يتم التهيئة لمعرض متنوع، ويتحمس صديقنا رياض حمدون لجعل الصالة ملتقى فنياً للعرض والحوار، كل ذلك والفنانون يعيشون حيوية وتواجداً في مواقع الفن وقاعاته التي هيئت بشكل يساعد على جمال العرض ومنح المعروض أهميته وقيمته، جدة مدينة الفن والفنانين لا يمكن تجاوزها عندما نتحدث عن المدينة العربية والفنون التشكيلية.
solimanart@gmail.com