Culture Magazine Thursday  31/03/2011 G Issue 337
قراءات
الخميس 26 ,ربيع الآخر 1432   العدد  337
 
إلى الشاعرة السعودية في يوم الشعر العالمي
تركية العمري

اليوم الواحد والعشرون من مارس، اليوم العالمي للاحتفال بلغة الكون، لغة القلب، والعواطف تلك اللغة التي تغيب الحدود، والاختلافات، والصراعات وتظهر وجه الإنسانية الجميل.

في صباح اليوم الواحد والعشرين من مارس نحتفي بالشعر الذي يمثل تاج الأدب الإنساني، الشعر الذي وصفه الشاعر والكاتب الأمريكي (إدجار بو) أنه الخَلق المتناغم للجمال بالكلمات، وتجسد في فكر الفيلسوف والكاتب الفرنسي (فولتير) موسيقى الروح.

وفي هذا اليوم يحتفي العالم بالشعراء الذين يخبئون معاناتهم في قلوبهم، وفي قلوبنا، و احتفي بالشاعرة السعودية في كل جهات الوطن في مدن الضوء، ومدن العتمة، وقرى الصمت، احتفي بالشاعرة السعودية التي ترسم ملامح إبداع يخرج من أقاصي المعاناة، والقيود الاجتماعية، و يحارب جبروت الريح العاتية، وقهر الجبال الجائرة، وظلام الأرواح المعتمة، ويحرك صمت الأشجار، ويقرأ عيون الشواطئ، ويستلهم ضحكات الأطفال، ويعزف سيمفونية لنهارات الحياة.

احتفي بالشاعرة السعودية التي تطلق كلماتها نوارس بيضاء تغني للأمل، والصدق، والحرية الإنسانية، والكبرياء.

فهاهي الشاعرة المشاكسة الشاعرة (حليمة مظفر) تخبرنا ماذا رأت في الطريق؟ وماذا سمعت؟ تجيب على قلق أسئلتنا آلاتية من أرواحنا الممتلئة بالأسئلة المثيرة

أي نساء رأت الشاعرة حليمة؟

وأي أوجاع سمعت؟

على الطريق

على الطريق

هناك

ثلج يتساقط

وأرصفة عارية

تباعد بين ثدييّ الأرض

حياة وموت

حلمٌ نيئٌ يتكئ على موانئ

هجرتها أوطانها

سندس الجنة في عيني

وهناك شاعرة أخرى من وطني ترسم حواراً عاطفياً من خلال قصيدة النثر، القصيدة التي يختلف حولها الكثير، ويعجب بها الكثير، فترفرف بأجنحتها العاجية في آفاقها إنها الشاعرة (هدى المبارك)

هل تحبينني؟

- لا أعلم! لا أعرف الحب!

لا أعرف ما أنت لي..

احتياااااااج؟!

أنت هواء أملأ به رئتي

صوتٌ من عصر قديم

صوتٌ يجمع كل عشاق الأرض

ويتحدث بدلا عني!

وأنا بكَ.. كلّ شيء جميل

كلّ شيء ملائكيّ

وفي جازان الفل، جازان لآلئ الشعر، تنصب الشاعرة الياسمينية شقراء المدخلي الأنثى الشاعرة الشفافة في داخلها إمارة الشعر، وتُنصّب كل (أنثى) امتطت خيول الأدب (أميرة)

أنا الأميرة كم أدمى مخيلتي

لطم الحروف وشنق البحر في أفقي

ضمدت جرحي بالنسيان فانبجست

عيون ذاكرتي من رقعة الغسق

رهينة الدمع قلبي مثخن وجعاً

أسرفت في الحزن حتى فزت بالغرقِ

عذرية العزف قد عمدت ألويتي

وجئت طاهرة الأصداء والودق

ومن بين نخيل الأحساء، تأتي شاعرة ترسل قصائدها في المدى وتؤكد وجودها، وكينونتها الملتفة بألق البوح، وبدفء العواطف تلك الكينونة التي تفصح عن إبداع لا يشبه إلا ذات الشاعرة (تهاني الصبيحة)

لأكْتُبَ الشِّعْرَ بالخمسِ الَّتي خُلِقَتْ

منَ الإباءِ الَّذي أحْياهُ أسْيادي

ما كُنتُ أقبلُ أنْ أحْيا بلا هَدَفٍ

أو أسْلُبَ الغيْرَ ما يحلو لإسْعادي

وكُنْتُ أصْرُخُ لو مسَّتْ يَديَّ يدٌ

تُناهِضُ الحقَّ من وحيٍ وإْرشادِ

وكُنتُ أهرُبُ من قيدِ القِماطِ لكيْ

أعيشُ كالطَّيْرِ حُرّاً غيرَ مُنْقادِ

لذا سأمنحُ كُلَّ « الكونِ « عاطفتي

بالخيْرِ أعْتُقُها نهجاً لأوْلادي

وتلتقي معها شاعرة تقتسم معها نسائم جغرافية المكان، وتاريخ الماء، تخربش بلغتها وجه الأرض، فتنمو زهور عشق ترعاها ذات الشاعرة (اعتدال الذكر الله) في كل جهات الأرض

خربشات العشق صوغناها انتشاء

ورسمناها احتراقات عشية

خارطات العمر جولاناها اختراقا

بين سهل الوجد شوقا والثريا

نقتفي الومض اغترابا في هوانا

واقترابا نقطف الود سويا

ننسج النشوى سربالا قشيبا

ودثار الحب سهدا عسجديا

شهوة العشق استفاقت واستبدت

واستطالت شوق قلبا عنجهيا

واستشاط النبض وهجا ساطعا

يصعق الروح احتراقا سرمديا

نجمع الشحنات جمرا في الهواء

ويذوب الجمر زهوا في يديا

وهناك في الشمال، حيث رقصات الريح الشمالية، وأغنيات الرمال تختال كلمات (ملاك الخالدي) كما يختال تاريخ ملكات، وجياد، ومواكب وطن تسقيه الشاعرة رحيق كلماتها

وطني يا كلّ ذراتِ المدى

وطني يا كلّ ألوانِ اندلاقي

وطني أسطورةُ الحبِ التي

أحيتِ العشاقَ أزهارَ انعتاقِ

و مضى يزرعُ أطيافَ العلا

يشهر الضوءَ على كل انغلاقِ

أخضرٌ بالعزِ يأباهُ الردى

أولٌ أسمى مضى كل سباقِ

شهدَ الكونُ له بالكبرياءِ

قبساً يضوي بآفاقِ انطلاقِ

و عطاءً أترعَ الدنيا و ما

أنجبتْ من فيضهِ كأسَ دِهاقِ

وهاهي شاعرة تتنفس الشعر تلتصق به، ويلتصق بها، تتوجع، تبكي عيون حروفها لوجع أمتها إنها الشاعرة السعودية العربية انتماء، وجراحا، ووفاء، وصدق (أشجان هندي)

ماذا يقولُ الشعرُ

في زمنِ الدمارْ؟

ماذا يقولُ

إذا علا صوتُ المدافعِ

كاتماً صوتَ الحوارْ؟

غضبٌ

و أشلاءٌ

و نارْ

شالٌ

دمُ الشهداءِ لوّنهُ

و شلاّلٌ من الدمعِ الحزينِ

و شرفةٌ تبكي

و دارْ

و أصابعٌ تمتدُ ليلَ الغدرِ

من خلفِ الجدار

غدرٌ

و قهرٌ

و انتحارْ

وبعد

أيتها الشاعرة القادمة

من أفئدة الأمنيات

حدثينا عن حكايات

شالات الشمس

وعن عبرات

كبرياء العطر

واسمعينا غناء

الحوريات

واحضري لنا من

السماء الثامنة

أدعية و لآليء

وصلوات

، وازرعي في

ثغر صباحاتنا

ابتسامة

أعياد الحب

وأعياد الفرح

ودلال الغانيات

وقفي

باسقة

أمام ظلم

العاتيات

فيا شاعرتي

قدرك أن تكوني

على حدود

صراع أزلي

وفكر أزلي

وقدرك تبقين

على أهبة

الترقب

كالعاديات

- الدمام

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة