شكراً للرصيف
وهو مستلقٍ في انتظار العابرين إلى جروحهم
الذاهبين إلى نهاياتهم بملء سهوهم
الراقصين على نياتهم
السائلين عن الماء فوق شفاههم
المدمنين على الليل
المشردين عن أوطانهم
الموتى حزنا على أحلامهم
شكراً له وهو يتسع للهو العشاق
والمساكين وابن السبيل
يستجدي أقدامهم أن ترأف به
في صمت الذي يعرف أنه على حق
ولا يتذمر إن توقف أحدهم عليه
لفترة أطول من المعتاد
وهو يرسم تواريخ ظِلالهم
ويضع قوانين خطواتهم، حتى العشوائية منها
يسامحهم رغم كثرة الهفوات
ويحميهم إذا اقتضى الأمر
يمتد إلى عروقهم
إلى أحاديثهم الرئيسة والجانبية
يدخل في تكوينهم
ويقودهم إلى الإيمان أحيانا