اسمه الحقيقي: عبد الجميل بن عبدالحق الهاشمي، أما اسم الشهرة أعلاه فيعني نصفه الأول: علي ابن أبي طالب -كرم الله وجهه- وأما النصف الثاني فيقصد به أنه ظاهري المذهب نسبة إلى أبو حزم الأندلسي الفقيه الأديب الظاهري، صاحب «طوق الحمامة في الألفة والإيلاف» والمحلّى في الفقه الظاهري وغيرها.

وقد تعرفت على هذا الأستاذ العلامة في جدة، فوجدته عالماً في اللغة والعلوم الدينية قليل الكلام والابتسام، ولكنه كان خفيف الروح.. متفتح الذهن والوجدان.. تأنس بمجلسه ولو لم يتكلم، وكان ينظم الشعر ويلقيه في المناسبات الخاصة بلكنة هندية محببة، لأنه نشأ في باكستان وهو كما يبدو من أسرة عربية هاجرت إلى هناك، ويعد متفرداً في فنه ويكتب للصحافة والإذاعة كما نشرت له بعض الكتب الجيدة من طرف نادي جدة الثقافي.

التقيت به كثيراً في أمسيات النادي الأدبي وفي «ثلوثية» الطيب و»اثنينية» الخوجة بجدة، واطلعت على كتبه التي نشرها فوجدته عالماً حقاً، وقد طبع له النادي بعضها كأوهام الكتّاب وكبوات اليراع وشواهد القرآن الكريم كما طبعت له دار تهامة للنشر كتباً أخرى.

وعندما يلقي قصائده الطويلة التي يغلب عليها النظم كالشعراء القدامى، يعجبك فيه لكنته الأعجمية وفصاحته العربية في آن واحدٍ، مما يجعل السامعين يطربون له ويثنون عليه ويتندرون معه بالمزاح طبعاً! كما أنه يختار في مقالاته الصحفية وأحاديثه الإذاعية وحشى اللفظ ويتقعر في اللغة وأظنه يتعمد التقعر لكي يتميز ولقدرته على ذلك!؟

وهو متواضع في غير ضعة، ومريح وخفيف الظل بالرغم من ترهل جسمه وصمته الطويل، وقد زرته مرة في بيته والتقيت معه مرات كثيرة وقرأت له في مجلة (الرائد)، لأول مرة وسمعت عنه قبل سنين عديدة في لقائي معه في جدة، وكتبت عنه وعن بعض كتبه في كتابي (كاتب وكتاب) وفي الصحف.

وقد مات – مأسوفاً عليه – ودفن في مدينة جدة عام 2003م رحمه الله وعفا عنه.