قبل أيام قليلة افتتح د. ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية معرضين في مبنى واحد، في الدور الأرضي كان معرض الخط العربي، حيث الأعمال جيدة ومتنوعة أغلبها لوحات سوى القليل من المجسمات كما أن المساحة والإضاءة كانت مناسبة ساهمت في إبراز جمالية الأعمال، إلى هنا والأمور مستقرة؛ لكن عند الانتقال للدور العلوي يختلف الوضع تماماً في المعرض الأول للميديا، حيث ضيق المكان سبب في ازدحام الأعمال بما يذكرني بشحنات الأثاث المتكدسة، إلى جانب عدم وجود إضاءة مناسبة أو كافية تخدم فكرة العمل وتبرزها! هذه الظروف البيئية أضعفت بشكل كبير من قيمة أغلب الأعمال؛ التي أجد الكثير منها يحمل مضامين فكرية جيدة ومميزة، إن هذا الوضع يشكل وجعاً كما قيل لا يؤلم إلا من كان به ألم، حين أقارن معارض معاصرة لأعمال مشابهة في دول أخرى تنتابني الحمية، كنت مستعدة لالتقاط صور مناسبة لكن بسبب ضيق المكان لم تتمكن عدستي من لم شمل أطراف العمل الواحد، أعلم أن الوكالة قد يكون لها أسبابها في جمع المعرضين معاً، لكن جاءت هذه التوأمة على حساب معرض الميديا الذي أيضاً لم يكن عنوانه مناسباً قياساً إلى طبيعة الأعمال التي كانت أغلبها تجهيز في الفراغ، الرياض كعاصمة تعاني شحاً فنياً يتمثل في عدم وجود متحف للفنون بالدرجة الأولى إلى جانب ندرة صالات العرض والتي أغلبها صالح لعرض المجموعات القليلة والصغيرة من الأعمال ذات البعدين أو ثلاثة، أما الأعمال المعاصرة ذات المساحات المترية فإنها تحشر نفسها في تلك الصالات بشكل يضعفها، فكرة افتتاح معرضين جيدة فيما لو كل معرض أخذ حقه من الاهتمام، توأمة معرضين بطريقة غير متكافئة تحسب ضمن الأمور التي يجب دراستها جيداً قبل الإقدام عليها.