Culture Magazine Thursday  15/12/2011 G Issue 356
قضايا
الخميس 20 ,محرم 1433   العدد  356
 
تلاشت فيه الحدود بين أجناس الأدب.. وجاء كنبتة من أرض جديدة
الأدب الرقمي..
وداعاً أيها القرطاس والقلم

الجزيرة الثقافية - سعيد الدحية الزهراني

الرابط الإلكتروني الآتي يحيل إلى «صقيع» و»شات» وهما عملان أدبيان رقميان أنتجهما الروائي والناقد العربي محمد سناجلة:

http://www.arab-ewriters.com/saqee3/

http://www.arab-ewriters.com/chat/

«صفحة أولى لديوان البشرية الجديد»

أفقٌ يمتد لحياة بلا أرض.. لكنه بسماوات مفتوحة.. وبكيانات لا مقاسات أو مقايسات فيها.. لكنها تلائم الأهواء والأنحاء والاتجاهات بتمدد وتعدد وتجدد.. إنه صفحة جديدة فريدة لم تأت على مثال لنسق سابق.. وكأنها تلغي بانسدالها ديواناً كاملاً عرفته البشرية في التدوين والتأويل والحياة إذ تعلن فتحها في تاريخ إنسان هذه الأرض... أو كما عبر أولفن تولر عندما قال: إنه الكوخ الإلكتروني.. في كتابه «الموجة الثالثة»..

هذا هو العالم الرقمي.. عالم الجيل الجديد والعصر الجديد وحياة البشرية الجديدة.. هذا العالم الذي طال جل جوانب وأنشطة إنسان هذا العصر والعصور المقبلة.. بصورة ستلغي معظم الأشكال السائدة في التعاطي والتعامل والحياة.. بدءا بالأنشطة السياسية العظمى وانتهاء بأدق تفاصيل حياة الإنسان العادية..

ويأتي الأدب.. هذا السجل الإنساني الممتد.. ليكون أحد أبرز المجالات التي تأثرت وستتأثر بهذا الوليد الجديد «العالم الرقمي» بصورة أبعد شأنها شأن جل المجالات الأخرى..

«الأدب الرقمي.. الولادة والهوية»

هناك مجالات كثيرة سبقت الأدب الرقمي في الظهور والتشكل ومقاربة النضج.. مثل الطب والتعليم والإعلام والإعلان.. وتحديداً فيما يتعلق بالإفادة من تقنيات الوسائط المتعددة «ملتميديا».. واستثمارها في تقديم خدمات فائقة تجمع النص والصوت والصورة للارتقاء بمستويات إنتاجها وأدائها..

وإذا ما عدنا إلى مهد الحقيقة الأدبية الرقمية التي عرفتها أوربا وأمريكا، لوجدنا أن البحث العلمي في الجامعات منطلق انتشار الثقافة الرقمية، إذ يحفز على .. توظيف الوسائط الجديدة، ومن تم تطويرها والتفكير والتأمل في طبيعتها، وظائفها وآثارها، مما يسمح باستغلالها للإنتاج رقميا في جميع المجالات ومنها المجال الثقافي، وبموازت ذلك تقوم حركات تنظيرية تتبع هذا الإنتاج.. تسعى إلى استنباط أسس وقواعد تحكمه.. واضعة له حدود تجعل من السهل تتبع تطوره، ووضع مفاهيم مناسبة لها.

ومنذ أن أصدر ميشيل جويس أول «رواية تفاعلية» في العالم بعنوان «الظهيرة.. قصة» أو Afternoon, a story عام 1986م.. مستخدمًا برنامجا خاصا بكتابة النص المتفرع.. توالت بعد ذلك الروايات التفاعلية في الأدب الغربي. وظهر ذلك جليا في تجارب مثل تجربة بوبي رابيد في «الرواية التفاعلية».. وروبرت كاندل في «الشعر التفاعلي». واستمر الأدب الرقمي في التطور.. مستثمرًا كل ما يستجد على الساحة التكنولوجية.. لنشهد بالعربية ولادة «أدب الواقعية الرقمية» على يد الروائي والناقد الأردني محمد سناجلة من خلال روايته «ظلال الواحد» التي تبعتها عدة تجارب روائية.. إضافة إلى كتاب تنظيري في «الواقعية الرقمية». كما اتجهت العديد من الجامعات الغربية الآن إلى تدريس الكتابة الإبداعية الرقمية.. فضلا عن وجود برامج تقوم عليها كبريات الجامعات الأمريكية مثل «جامعة ييل» التي أنتجت برامج متخصصة بالكتابة الإبداعية للكتاب الرقمي..

أما مفاهيم الأدب الرقمي مثل مفهوم «النص التشعبي» و»النص المترابط» و»النص التفاعلي» و»النص الوسائطي» فلا تزال ملتبسة بعض الشيء وليس فقط في التجربة العربية.. ذلك لكونها حديثة العهد وتحتاج إلى تأملات نقدية تدعم وضوحها الذي لا يعني بالضرورة ضبط المفاهيم بشكل قاطع.. ولكن على الأقل خلق مجال نقدي موضوعي لبلورة مختلف المفاهيم المؤطرة للأدب الرقمي..

ويُعرف الأدب الرقمي إجمالاً بأنه نوع جديد من الكتابة الأدبية يوظف المعلوميات وجهاز الحاسوب.. وتعود بداياته إلى أواخر الخمسينيات.. حيث نشأ بالتزامن في ألمانيا وفرنسا وكندا.. لكن بدايته الحقيقية لم تتم إلا أواسط الثمانينيات على أثر انتشار استعمال الحواسيب الشخصية والقفزة التي عرفتها صناعة الوسائط المتعددة.

أما رائد الأدب الرقمي عربياً الروائي والناقد الأستاذ محمد سناجلة فيرى أن «الواقعية الرقمية» ويقصد بها الأدب الرقمي هي: تلك الكتابة التي تستخدم الأشكال الجديدة (اللغة الجديدة) التي أنتجها العصر الرقمي وبالذات تقنية النص المترابط (الهايبرتكست).. ومؤثرات المالتي ميديا المختلفة من صورة وصوت وحركة وفن الجرافيك والأنيميشنز المختلفة.. وتدخلها ضمن بنية الفعل الكتابي الإبداعي. وهي أيضا تلك الكتابة التي تعبر عن التحولات التي ترافق الإنسان بانتقاله من كينونته الأولى كإنسان واقعي إلى كينونته الجديدة كإنسان رقمي افتراضي..

وهذا التوصيف لمفهوم الأدب الرقمي تنظيرياً يكشف عن خلل يتعلق بتقعيد المصطلح أصلاً كما يشير هذا التقرير في الجزء السابق..

«محمد سناجلة.. رائد الأدب الرقمي عربياً»

عملية التأليف الأدبي الرقمي تعرف انتشارا مهما في التجربتين الأميركية والأوروبية.. بفعل إيجابية الشروط التقنية والمعلوماتية للمجتمعات الأميركية والأوروبية.. التي تسمح بالانخراط الموضوعي إنتاجا وإبداعا في الثقافة الرقمية .. في حين أن التجربة العربية ما تزال تعرف بطئأً من حيث إنتاج الإبداع الرقمي.. وذلك لأسباب بنيوية ذات علاقة بموقع التكنولوجيا في الحياة العامة والعلمية في المجتمعات العربية. غير أنه إنتاج وإن كان ضئيلا.. فإنه يعبّر عن تحدّ حضاري تقني وإبداعي كبير.. يفرض شرط احترامه وتقدير ريادته في الزمن العربي الحالي.. ولهذا.. فإنه إنتاج يحرر النقد العربي أيضا من أسئلته المعتادة..

غير أن تلك التجارب الرقمية الجديدة بالعربية.. قوبلت برفض شديد من قبل المتمسكين بالتقليد الورقي.. حيث اتهم هؤلاء دعاة الأدب الرقمي بتقويض أركان قرون طويلة من الكتابة الورقية.. وإنتاج أدب بلا مشاعر إنسانية. بل ذهب بعضهم إلى وصف الأدب الرقمي بالخرافة.. وبأنه «زوبعة في فنجان» لا تلبث أن تزول لصالح الأدب الورقي الأصيل. في المقابل توقع الرقميون زوال الأدب الورقي ونسخه المطبوعة.. لصالح الأدب الرقمي ابن الثورة التقنية المتسارعة التي تجتاح العالم.. يحدث هذا في وقت لا تزال فيه الأعمال الأدبية الرقمية ضمن إطار نظام (الأدبياتية الناشئة) بمعنى أنه ليس هناك إلى اليوم نموذج لعمل أدبي رقمي مثالي ثابت مثلما هو الشأن في الرواية أو القصيدة..

وبالنظر إلى التجربة العربية في حقل الأدب الرقمي يبرز المغرب العربي بحثاً ودراسة وإنتاجا من بين بقية الاتجاهات العربية من حيث استقبال هذه التجربة وتناولها والخوض فيها.. حيث تظهر كتابات الدكتور سعيد يقطين كأحد أبرز من باشروا استعراض هذا الحقل الجديد.

وتأتي تجربة الروائي والناقد الأردني محمد سناجلة لتمثل الريادة في العالم العربي بالنظر إلى أنه أصدر ثلاثة أعمال إلى الآن.. وله رابع قيد الإنجاز... وكلها نصوص يتداخل فيها السردي بالشعري.. ما يعني أنه شق طريقه في الأدب الرقمي.. بخلاف أسماء عربية أخرى.. تراوح تعاملها مع هذا النوع من الكتابة بين التجريب الذي أفضى إلى إنتاج عمل واحد لا غير على نحو ما نجد عند أحمد خالد توفيق.. صاحب قصة (ربع مخيفة).. ومحمد أشويكة صاحب نص (احتمالات).. والعراقي مشتاق معن صاحب قصيدة (تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق)..

حيث يؤكد سناجلة أن العصر الرقمي الجديد أحدث ثورة كاملة في المفاهيم والسلوكيات.. مشيرا إلى أنه في ظل وجود مجتمع جديد وإنسان جديد وأخلاق جديدة وطرق تواصل جديدة .. لا بد من وجود أساليب كتابية وإبداعية مختلفة لتعبر عن هذا المجتمع وإنسانه. ومن هنا جاء أدب الواقعية الرقمي..

«قارئ الأدب الرقمي»

لا تزال الأوساط العربية تقف أمام الثقافة الرقمية وقوف المتوجس مرة والمندهش مرة.. وليس غريب أن يحصل هذا في وسط لا يزال يشتغل في جميع مؤسساته الإدارية والثقافية والتعليمية بالورقة والقلم والحبر..

ومع هذا فإن هناك انفراجاً واضحاً بدأ في الاتجاه نحو التفاعل والتعاطي مع هذا الشكل الجديد الذي أفرزته معطيات تقنية وتكنولوجية ورقمية هائلة.. ما يجعلنا نتساءل عن القطب الأهم في هذه العملية وهو المتلقي.. كيف سيكون استقبال الجيل الرقمي للمنتج الأدبي الرقمي وهو سيكون موجوداً أصلاً..

وهنا تؤكد جل الدراسات التي تناولت حقل الإعلام الرقمي وهو الحقل الجماهيري الأسبق في إطار الإفادة من سمات ومعطيات العملية الرقمية أن جانب انتشار الثقافة الرقمية بمختلف اتجاهاتها يرتبط بنمو وانتشار «الجيل الشبكي» وهو ذلك الجيل الذي تفتقت أعين أفراده على شاشات الضوء وألواح الكيبورد وتناغمت أناملهم مع أدوات استخدام الأجهزة اللوحية والذكية..

هذا التوصيف يأخذنا إلى إسقاط الرؤية على الأدب الرقمي ليتأكد لنا أن التعاطي والتفاعل مع إنتاج الأدب الرقمي يرتبط أيضاً بانتشار الثقافة الرقمية القائمة على انتشار الجيل الشبكي الذي يعد المعامل الرئيسي الآخر لإنجاح معادلة الأدب الرقمي..

إن أبرز سمات القارئ الرقمي تكمن في عدم سلبيته أصلاً كما كان حال القارئ الورقي.. فالقارئ الرقمي متفاعل ومندمج مع النص ويستطيع أن يعيد تشكيل النص.. والتأثير فيه عبر مشاركة الكاتب في كتابته .. كما أنه يستطيع الاختيار من خلال تقنية الهايبرتكست.. إنه قارئ مختلف مغامر وراغب في المشاركة والتأثير.

يضاف إلى هذا المعطيات العديدة التي توفرها البيئة الإلكترونية أصلاً تصفحاً وتشعباً وإفادة وانتشاراً.. وهي معطيات تنهض في حقيقة الأمر من رؤية تلغي الحدود والفواصل والحواجز على مختلف المستويات..

على أن هناك من يرى أن انفتاح الأنساق على بعضها البعض لن يقود.. كما تتصور ذلك التجربة الرقمية.. إلى غنى التجربة الفنية وثرائها.. بل قد يكون الأمر عكسيا.. لأنها قد تؤدي إلى تبليد القارئ.. بل من الممكن أن تسهم في إفقار التجربة والحد من إمكانات الإثارة داخلها..

«الأدب الرقمي.. رؤى واتجاهات»

في منطق التجربة الرقمية لا وجود لحدود فاصلة بين الأجناس والفنون والعناصر المشكلة للمنتج.. وهذه الرؤية ليست مختصة بحقل الأدب الرقمي بل تشمل أيضاً حقل الإعلام الرقمي ومختلف حقول الإنتاج والتعاطي الجماهيرية.. ولعل هذه السمة هي الأبرز في نطاق الفضاء الرقمي بصورة عامة.. أي سمة ذوبان الحدود والفواصل والمعالم وتلاشيها فيما بين الأجناس والأنساق والفنون وامتزاجها مع بعضها البعض بتناغم وتكامل وتنام..

وحول هذا ترى الناقدة عبير سلامة أن الأدب الرقمي بأشكاله المتعددة لا يزال في إطاره الجديد.. ومع ذلك انتشر عالميا واستطاع جذب أعداد من القراء تفوق ما يجذبه الأدب الورقي.. على الرغم من أن أساس بعض الروايات المنشورة على الإنترنت لا يتجاوز كميا حجم قصّة قصيرة أو (نوفيلا).. ومحتوى الكثير منها تقليدي.. لكن الأصل في جاذبيتها أنها تمثل رؤية ثورية لتجاوز الحدود بروح تجريبية خالصة.. وتمنح قارئها تجربة حرة متكاملة للتعبير عن الذات والإبداع المشترك.. مؤكدة على أن الانخراط في الأدب الرقمي هو مطلب حضاري بامتياز وليس مجرد نزوة أو موضة..

أما الروائي الرقمي «سناجلة» فيرى أن العصر الرقمي سيؤدي إلى موت الأجناس الأدبية التي كنا نعرفها سابقا.. بل سينتج أدبا جديدا يرتكز على عملية المزج المتناغم فيما بين القصة والشعر والمسرح والسينما.. بالاستناد على ما توفره الثورة الرقمية من إمكانيات وتطبيقات كبيرة لخلق جنس إبداعي جديد.. قادر حقا على حمل معنى العصر الرقمي بمجتمعه الجديد وإنسانه المختلف..

كما يرى سناجلة أن مفهوم اللغة‏ في أبسط تعريفاته أنها عبارة عن وسيلة لقول المعنى‏.. فإذا اتفقنا أن اللغة مجرد وسيلة للتعبير عن معنى ما والوسيلة بحكم طبيعتها ووظيفتها تتغير وتتبدل وتتطور حتى تواكب التغيرات‏ (‏المعنى‏)‏ التي تحدث من حولها‏,‏ وإذا كنا نعيش في عصر ومجتمع جديد فهذا يعني بكل بساطة أننا نحتاج إلى لغة أخرى قادرة على حمل المعاني والتعبير عنها بأفضل طريقة ممكنة‏.. وهذه اللغة هي اللغة الرقمية التي تغدو فيها الكلمة جزءا من كل‏,‏ حيث دخل إلى جانب الكلمة مؤثرات المالتيميديا المختلفة من صوت وصورة وحركة وجرافيكس وغيرها‏,‏ فإذن نحن أمام لغة جديدة حركية وثورية تنبثق من روح العصر نفسه باستخدام أدواته للتعبير أو لقول المعني بالطريقة المثلى‏ لهذا الجيل والجديد ولهذا العصر الجديد ولهذه الثقافة الجديدة..‏

وهذا ما يجب أن يعيه الكاتب الرقمي والناقد الرقمي أيضاً على الأقل في الفترة الحالية والقريبة القادمة وهي المرحلة البينية فيما بين التقليدية والرقمية.. لأن الحال سيختلف تماماً حينما ينتشر الجيل الشبكي.. وسيكون الحديث عن شرط الإلمام بالتقنية وبأدوات الإنتاج الرقمي حديثاً بلا قيمة..

من جانب آخر يرى الدكتور يحيى جبر والأستاذة عبير حمد.. أنه إذا كان الأدب الرقمي يمتاز بتوظيف اللون والحركة.. فقد وظف الشعراء ومنذ الجاهلية أكثر من ذلك.. إذ خاطبوا الحواس كلها تقريبا.. سيما السمع والبصر - وهو محور نهوض الأدب الرقمي وإذا كان الأدب الرقمي وظف التقنية التي أتاحها التقدم العلمي المعاصر.. فقد استخدم الشعراء على مرّ العصور.. الإمكانات التي كانت متاحة لهم.. بل وأبدعوا في ابتكار تقنيات خاصة بالنظم الشعري والتأليف العلمي.

كما أكدا على أن أدق مصطلح للتعبير عن هذا الأسلوب الجديد في عرض النص الأدبيّ هو مصطلح الأدب الرقمي.. لأن الجدة تكمن في طريقة عرض هذا الأدب من خلال النظام الرقمي الثنائي الذي يقوم عليه جهاز الحاسوب؛ وبذلك يمكننا القول إن سمة التفاعلية بهذا المعنى هي أمر مستحدث جزئيا وليس جذريا.. أي مستحدث فقط في طريقة تلقي النص من خلال التعامل مع التكنولوجيا. وحتى ضمن هذا المحور (أي استخدام التقنية في بناء النصوص وعرضها) فإن الأمر ليس وليد يوم وليلة بل إن له جذورا في التراث الأدبي العربي ضمن الإمكانات التي كانت متاحة في كل عصر..

«...وبعد،، وداعاً وأهلاً»

وبعد.. تأتي هذه القراءة كمحاولة لتقديم هذا الحقل الجمالي الرقمي.. انطلاقاً من رؤية إعلامية ثقافية يأتي عبرها تقديم المجالات والتجارب أحد أهم المسؤوليات.. على أن ما جاء هنا لا يتجاوز إطار المحاولة التي هي بلا شك بحاجة ماسة إلى الالتفات الجاد والعميق بحثاً وتأصيلاً وإنتاجاً.. وعبر مصادر متعددة وبصورة مكثفة..

إن ما تكشف عنه هذه القراءة يؤكد غياب تلك الأبعاد بصورة كبيرة في الوقت الذي تتجه فيه جل المعطيات إلى استقبال هذا المولود الجديد بعناية واهتمام بالغين..

والأمل في أن يشهد هذا الحقل الجديد الشيق الذي يرتبط بثقافة الأجيال القادمة بصورة كلية.. ما يستحق من متطلبات بحثية وإنتاجية وترويجية.. وذلك عبر المراكز البحثية والجامعات والمنتديات الأدبية والثقافية المتخصصة وغيرها..

القادم وفق مؤشرات القائم.. تقني إلكتروني رقمي بامتياز..

فأهلاً أيها المولود الرقمي الجديد..

*****

هذه القراءة تأتي عبر متابعات الكاتب في مجال الإعلام الرقمي.. وهي مدينة بالفضل لكتابات عدد ممن تناولوا حقل الأدب الرقمي من أمثال الأستاذ سعيد بنكراد (الأدب الرقمي: جماليات مستحيلة) والأستاذ حسن سالم (الأدب الرقمي.. يهدد بابتلاع الأدب الورقي) والأستاذ عبد الله البشواري (نقد الأدب الرقمي.. بين الوفاء للأشكال الورقية وتجديد آليات الاشتغال) والروائي الناقد الأستاذ محمد سناجلة (مقابلات مقالات وتقارير) والدكتور يحيى جبر والأستاذة عبير حمد (الأدب الرقمي مضمون قديم في ثوب جديد والموسوعة الإلكترونية الحرة (ويكيبيديا).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة