قبل أشهر كنت على تواصل مع الدكتور محمد الحيزان المدير العام للعلاقات العامة والإعلام في وزارة التعليم العالي لإقامة معرض في باريس بمناسبة افتتاح الملحقية الثقافية فيها والواقع أن وزارة التعليم العالي خطت في الأعوام الأخيرة نحو الفن التشكيلي السعودي باقتناء أعمال بعض فنانيه وإقامة معرض لعدد من فناني المملكة بمقر الوزارة بالرياض وكانت بادرة أسعدت الوسط، ولم يكتب لي المشاركة فيها. جاءت دعوة الدكتور الحيزان لتضيف سعادة على سعادتي باهتمامات الوزارة بالأعمال الفنية وقبل باريس كان تواصلي مع الدكتور عبدالله الخطيب الملحق الثقافي السعودي في فرنسا متابعةً لإقامة النشاط الذي تمثل في معرضين منفصلين للأخت الفنانة التشكيلية نجلاء السليم ولي بمقر الملحقية الذي افتتحه معالي وزير التعليم العالي.
رافقتُ في هذه المناسبة عدداً من الشخصيات المرموقة من رؤساء تحرير ومسؤولين وزملاء حرف بالإضافة إلى الأخت الفنانة نجلاء السليم التي كانت مثالاً للسيدة السعودية التي تحمل ثقافتها وإرثها العريق فلقيت شخصيتها وأعمالها الإشادة والإعجاب.
لمست في الملحقية مقدار الاهتمام الثقافي الذي يوليه الدكتور عبدالله الخطيب للثقافة عامة فقد أصدرت الملحقية ترجمات لبعض الأعمال الأدبية السعودية كرواية لرجاء عالم ومجموعة قصصية لبعض كتّاب القصة السعودية المعاصرين بينهم جبير المليحان وعبدالعزيز مشري ووضعت إحدى لوحات الشابة فاطمة النمر على غلاف الإصدار.
شاهدت في مقر الملحقية عدداً من الأعمال المتنوعة لفنانين معظمهم من الشباب ويبدو أنها أعمال اقتنتها وزارة التعليم العالي من المعرض الذي أقامته بمقرها، يبدو أن الملحقية تهدي بعضها إلى الشخصيات الأجنبية وهو ما حصل أثناء حفل افتتاح الملحقية وحضور بعض الشخصيات الفرنسية.
في حفل الافتتاح هذا كان حضور الدكتور محمد آل الشيخ سفير المملكة في فرنسا وقد أسعدنا وجوده واهتمامه بالفن ووجه إلينا الدعوة للمشاركة بمعرض مشترك في احتفال السفارة باليوم الوطني وتم ذلك في إحدى القاعات الكبرى بباريس، احتفالية حضرها عدد كبير من السعوديين والدبلوماسيين الفرنسيين والأجانب وكان وقع المعرض على كثير من الزوار كبيراً فدارت كاميرا المحطات الإذاعية والصحف العربية والأجنبية والمهتمين من العرب والأجانب ما أشعرني بسعادة غامرة في يوم نحتفل فيه جميعاً برفعة وطننا وعلو مكانته وبعام ينضاف إلى عمره المديد بإذن الله.
ليست باريس ككل المدن فالفن في بقاعها واللون بين أرجائها وليس لك إلا أن تبتهج وأنت تطوف قاعات العروض الفنية في أكثر من مكان او المكتبات الخاصة والعامة أو معهد العالم العربي الذي تديره السعودية السيدة منى خزندار، زرت متحف أورساي ومتحف جورج بومبيدو وعدداً من المراكز الفنية كما دعيت إلى مراسم بعض الفنانين المقيمين في باريس والتقينا بالسيدة صاحبة ومديرة إحدى القاعات الفنية في باريس وأخبرتني أن معرضاً كبيراً لثلاث وثلاثين فناناً وفنانة تشكيلية من المملكة أقيم العام الفائت في باريس كنت والأخت الفنانة نجلاء السليم من بين المشاركين فيه.
يعبّر متحف جورج بومبيدو في مضمونه عن الحداثة الفنية في راهنها خاصة على مستوى اللوحة المعلقة أو المنحوتة التقليدية لكن المتحف بالمقابل كان يحتفل بمعرض كبير بمشاركة هندية كبيرة، تستعيد وأنت بين ممرات وأركان المعرض الهند بكل طقوسها وعباداتها وثقافاتها. الحديث عن رحلة فنية كهذه تستغرق كثيراً، لكني أعود لاشيد وأحيي وأشكر معالي وزير التعليم العالي د.خالد العنقري والسفير السعودي في فرنسا د.محمد آل الشيخ والملحق الثقافي د.عبدالله الخطيب ومدير عام العلاقات بالتعليم العالي د. محمد الحيزان وكل الأصدقاء في الوزارة والملحقية والسفارة على الجهود والخطوات لإنجاح المشاركة بفكرتها وحُسن تنظيمها.
-