من المفيد أن أدون شيئاً ذا بال عن حقيقة فهمه قد يدركها القلة ممن يكتب في حوض العلم خاصة علوم أصول الأدلة وكذا:
علوم الآلة على حد سواء.
وأغلب الظن أن العجلة في القراءة ومحبة الطرح، ونثر الإنتاج بين ظهراني القراء، أغلب الظن أن هذا يعتبر واحداً من أسباب كثيرة جعل الكثيرين يكتبون هنا وهناك ويبذلون الجهد الجيد فيما بين أيديهم لكن لو ذهبت تجمع ما كتب لرأيت من مجتهد إلا أنه ليس كل مجتهد مصيب، فهو في كل واد وكل سفح وكل هضبة من هناك ومن ها هناك يبذل لا يسعه الجهد في ذلك كله، هذا وحده كافٍ الكفاية كلها أنّ هذا الشيء الذي سوف أذكره سوف يقول القائل إن ما تذكره يعلم بالضرورة أنه موجود لكن فيما تعود على بدء تجد.. وأيم الحق.. نواكص الإقرار لانه لا يقوم به ولا يركبه بدليل عدم تأصيل الطرح ووجود العجلة والإصرار بدوام الكتابة وقد يكون ينشر بعضها من باب المجاملة.. فيخال أنه يقوم بما سوف أذكره هنا ولا ضير هذا الشيء الذي أتمناه وأدعو إليه.. حثيثا حثيثا.. وأُلزم به من يربطني به علاقة النظر والتلمذة سواء في دروسي أو محاضراتي في الداخل.. والخارج هو أنه لا بد من: (الموهبة) في فهم: النص صحيحه وضعيفه العالي منه والنازل ما له أصل وما ليس له أصل، والفهم الجيد في إدراك: اللغة والنحو والبلاغة على أساس العمق وسعة البطان واتساع رقعة العلوم وحسن الأداء بواسع مكين جدَّ مكين من البعد عن (الأنا..) و.. ورداءة اللفظ في المداخلات والسعي أو الملاحظات العجولة للوصول إلى البروز بطرق شتى، كان الخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه يخفيان عظم ما توصلا إليه من علو كعب موهبتهما حتى إذ زلف عُمرٌ وعُمرٌ بان منهما ذلك وكان الخليل إياه يُعظم إمام المحدثين حماد بن سلمة ولا يفتأ ينهل منه لا سيما أخلاق أهل العلم واللغة، فقد كانوا وإن كانوا ذوي موهبة ربانية يطلبون قبلاً الآداب الحسنة وحسن الخلق ولطف التناول، وكانوا إلى هذا كله يبتعدون عن اللجاجة والدخول في (النوايا..) ذلك أنك فيما تقرأ لإمام المحدثين واللغة البخاري أو حماد بن سلمة أو قتيبة بن سعيد أو الكسائي أو المبرد أو النووي أو العيني صاحب (العمدة) أو ابن قتيبة الدنيوري أو للتوحيدي، أو تقرأ لمثل: الرافعي ومحمود شاكر أو أحمد شاكر أو المبارك فوري، تجد نسقاً متحداً جيد التماسك فتضلع اللغة على ساق قائمة من وتد لا يزول.
هذه الموهبة التي أعنيها وأذكر جملة قليلة ممن وهبت له فضلاً من الله تعالى تعني أول ما تعني أننا بحاجة إليها ماسة.
وجرب أن تقرأ وتعيد القراءة لما يطرح اليوم.. جرب بسعة تأمل وطول نظر واستقراء مكيث ثم أعد القراءة تترى ثم بعد ذلك بعد القراءة تأمل بتقديم: (العقل على العاطفة) كيف هذا؟!
أخالك كنت قبلاً تقرأ إما قراءة تثقيف و قضاء وقت أو إعجاب، أو تضخيم الصورة لكن.. لا.. جرب أن تقرأ يعقلك الحر المتصف بالنزوع إلى البحث عن الإضافة عن التجديد.
لا أدري.. كيف هي الصورة حينئذ؟ ولهذا في (المعجم) الذي انتقدت فيه خمسة أفراد اثنان منهم تبين لي أنهما يعانيان من حالات نفسية (مركبة مرضية) حاولت أن أتلطف معهما لكن يبرز لي صعوبة الخلق بعد المرض، وتجري في أخلاق العلم واللغة أن أبين فقط أنهما مريضان ولهذا كتبت عن هذا أكثر من كونهما.. انتقدا فقط.
الرياض