Culture Magazine Thursday  06/10/2011 G Issue 349
تشكيل
الخميس 8 ,ذو القعدة 1432   العدد  349
 
وميض
الفن موقف وسلوك
عبدالرحمن السليمان

البحث عن الشهرة يقود في بعض الأحيان إلى منعطفات غير محمودة، وفي مجال الفنون التشكيلية قاد إلى ممارسة أشكال من التصرفات التي قد تكبر أو تستمر أو تتوارى بتدارك الخطأ ومعالجته. والبحث عن الكسب في إطار الفن وجّه بعض الفنانين إلى تصرفات بينها الاستعانة بالعمالة الوافدة لكن هذه التصرفات اكتشفت مبكرا وربما كان نزوة وتلاشت إلا أن بعض الجهات الرسمية حينها لم تحدد موقفا من ذلك ما جعلها تعرض بعض تلك الأعمال وتفوّزها بل وربما تقدمها في الخارج ضمن نشاطاتها والمبرر أن لا إثباتات على ذلك، وقد نستعيد قصة أحد فنانينا الرواد مع إحدى الفنانات التشكيليات عندما أشرف على معرض كان يتضمن بعض أعمالها في الولايات المتحدة الأمريكية. حب الذات أو الركض والسعي إلى الشهرة والسبق على سبيل المثال أوقع البعض في النَيل من زملائهم بل إن هناك من لم يكترث بالآخرين لتحقيق ذاته، نرجسية ممهورة بالتعالي والركض وراء سبل الشهرة ومن أجل ذلك يكون كل شيء حتى المبادئ، ولعلنا نتذكر السباق المحموم الذي أوصل أحد الفنانين الشباب إلى الادعاء والقول بأنه واحد من مئة شخصية عالمية تم اختيارها واعتبارها من شخصيات العالم المؤثرة لذلك العام، وكان ذلك قبل عامين تقريبا، أما آخر فقد ادعى بحصوله على جائزة الأوسكار ذات عام، والأمثلة كثيرة.

والأعوام القليلة الأخيرة مع ما واكبها من ظهور فنانين شباب، بدأ الركض إلى الخارج بشكل أكثر تدافعا وحماسا وتنافسا وعلى مستوى شخصي، وإلى وسطاء منتفعين ومعه بلغ التنافس أشده بين أولئك الشباب أنفسهم وربما بينهم وبين آخرين من أبناء جيلهم أو أجيال أخرى من أجل تحقيق مصلحة شخصية أو شهرة وبريق أو حتى مال، ما وجه إلى مناطق غير مقبولة قد تُخْتَلق لها أعذار واهية هروبا من مسئولية وتبعات السؤال، عن أين نعرض بمعنى (في أي البلدان) وأي نوع من البلدان تلك، وما العلاقة بها.

ولعلنا في هذا السياق نضع حالات العروض المقرونة بالشراء، أي حق المشتري التصرف في العمل وعرضه في أي مكان؟.

وعليه لا أعتقد أن المقتنين يخفاهم أي علاقة بين الفنانين وانتماءاتهم وبين توجيههم لأماكن عرض مقتنياتهم فما بالنا إذا كان العرض متحفيا؟ إنه الركض وراء الشهرة وتحقيق الأولوية والسبق ولكن أي أولوية، أو أي سبق هذا الذي يُخزي؟ أليس الفن موقفا قبل كل شيء؟ تظهر بين فترة وأخرى الإهداءات الممهورة بالاقتناء وهذا أقل من غيره بكثير فقد تداعى إلى الإعلام المحلي اقتناء بعض المتاحف الأجنبية أعمال فنان ما يتضح فيما بعد إهداء مقبولا، لكنه ليس اقتناءً، والفرق بين الإهداء والاقتناء لا يخطئ العارفين، وهذا لا خلاف عليه وإن كان لا يستدعي ذلك خبرا مغلوطا أو مفبركا يصدر من الفنان نفسه، والعروض الخارجية التي شهدتها بعض العواصم الأجنبية أخيرا وبحضور فني سعودي جاءت مبنية على وضوح في الاتجاه والهدف، هو انتشار الفن التشكيلي السعودي في الخارج وتحقيق أهداف الالتقاء والاحتكاك والمعرفة والخبرة، وهذا الانتشار الذي تحقق وفق جهدين رسمي وخاص يندرج ضمن ما يسعى إليه الجميع لتوسيع رقعة الحركة التشكيلية السعودية في الخارج بدعم عدة جهات رسمية وخاصة أو أهلية وفق ما هو مقبول وإيجابي وهذا أوجد بالمقابل تنافسا وركضا خلف هذا التواجد الذي يقاس بمعايير شخصية غالبا ليس للفن فيه كثير قياس أو اختيار، لكننا أيضا سنجد مستويات جيدة لبعض الأسماء الشابة أو من رعيل أسبق.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة