Culture Magazine Thursday  06/10/2011 G Issue 349
فضاءات
الخميس 8 ,ذو القعدة 1432   العدد  349
 
ما هي حقيقة البرمجة اللغوية العصبية؟
د. شاهر النهاري

البرمجة اللغوية العصبية (Neuro Linguistic Programming): هي علم يعنى بكيفية إدارة الحواس ذاتيا، ومن ثمّ برمجتها وفق الطموحات، التي يضعها الإنسان لنفسه.

و هي تسعى لوصول الإنسان إلى درجة الامتياز، التي يستطيع من خلالها أن يحقق أهدافه، ويرتقي بمستوى حياته للأفضل. وكلمة Neuro)، تعني عصبي، أي متعلق بالجهاز العصبي لأن الجهاز العصبي، هو الذي يتحكم في وظائف الجسم وأدائه وفعالياته مثل السلوك، والتفكير، والشعور.

كلمة Linguistic)، تعني لغوي، للدلالة على هي وسيلة التعامل مع الآخرين. وكلمة Programming)، تعني برمجة، وهي طريقة تشكيل صورة العالم الخارجي في ذهن الإنسان، أي ما ينتج عن برمجة دماغ الإنسان. وقد تم كشف النقاب عن هذا العلم في منتصف السبعينات، حين قام العالمان الأمريكيان (جون غرندر)، وهو عالم لغـويات، و(ريتشارد باندلر)، وهو عالم رياضيات، ومن المهتمين بعلم النفس السلوكي، وخبير برمجة حاسوب، بالتشارك في دراسة السلوك البشري، وكان هاجسهما في وجود تباين واضح بين الأشخاص فيما يخص المهارات، ووجودها عند شخص، ونقصها عند آخر.

و قد قاما بدراستهما، وتحليلاتهما، على ثلاثة أشخاص من أبرز الناجحين في العلاج النفسي في زمانهما، وكانا يهتمان بكيفية وصول الناجح لما هو فيه من نجاح.

وقد كانت نتائجهم مبشرة، واعدة باستنباط ما يسمى بعلم البرمجة اللغوية، فقاما بنشر اكتشافاتهما عام 1975م، في كتاب من جزأين.

وقد شاركهما بعد ذلك العديد من علماء النفس، حتى أصبح هذا العلم في الثمانينيات منتشرا، وأصبح له مراكز ومعاهد للتدريب عليه في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

ويندر اليوم أن تجد بلداً من بلدان العالم، إلا وفيه عدد من المراكز المهتمة بهذه التقنية الجديدة. وهذا العلم يستند على التجربة والاختيار، ويقود إلى عدة نتائج ملموسة، منها:

1- النظر للنجاح على أنه عملية يمكن صناعتها، وليست وليدة الحظ أو الصدفة، بمعرفة البحث في الأسباب.

2- إعانة الإنسان على تغيير ذاته، بإصلاح تفكيره وتهذيب سلوكه، وتنقية عاداته، وشحذ همته، وتنمية ملكاته ومهاراته، لتغيير النفس وتغيير الغير.

4- علم النفس يدرس السلبيات وأسبابها، وكيفية التخلص، منها أما الـبرمجة اللغوية، فتدرس الإيجابيات وكيفية الوصول إليها.

ومن فوائد البرمجة اللغوية العصبية:

1- تعليم السيطرة على المشاعر.

2- التحكم في طريقة التفكير، وتسخيرها.

3- التخلص من المخاوف والعادات.

4- التدريب على إنشاء انسجام، الشخص مع الآخرين.

5- معرفة كيفية الحصول على النتائج المرغوب فيها.

6- معرفة إستراتيجية نجاح وتفوّق ونبوغ الآخرين، ومن ثمّ تطبيقها على الذات.

7- ممارسة سياسة التغيير السريع للوصول لأي هدف.

8- التأثير في الآخرين وسرعة إقناعهم.

ويدخل علم البرمجة اللغوية العصبية في جميع تصرفات وسلوكيات الإنسان ويشمل مجالات كثيرة من حياته. وقد تفرعت عن هذا العلم عدّة تخصصات مثل، التعلُّم السريع، القراءة التصويرية، محتوى الإدراك لدى الإنسان وحدود المدركات، تحقيق العلاقة بين شخصين متنافرين، علاقة اللغة بالتفكير، علاقة الوظائف الفسيولوجية بالتفكير، إيمان الإنسان وقيمه وانتماءه، دور اللغة في تحديد خبرات الإنسان، علاج الحالات الفردية كالخوف، والوهم، والصراع النفسي، والتحكم بالعادات، وتنمية المهارات الإنسانية.

وقد عرف هذا العلم انتشارا محليا كبيرا، نظرا لسهولة هذا العلم، ولأنه من الممكن لمن يحضر عدة دورات بسيطة، أن ينال مسمى مدرب!. ويعطى شهادة بذلك من عدد من المعاهد التجارية، والتي لا يهمها نوعية التعليم، بقدر ما تهتم بالمردود المادي.

وللأسف الشديد فقد كثر مدعو التمرس في البرمجة، والعلاج بالبرمجة، وصاروا يحملون ألقابا رنانة، تدعو للعجب. كما أن عددًا من علماء المسلمين، قد ركبوا الموجة، وقاموا بدراسة ما تقوله كتب البرمجة اللغوية، وإعادة صياغتها، بربطها بالآيات الكريمة، وبالأحاديث، حتى إن بعض الكتب التي لهم صدرت مؤخرا، لا تعدو كونها ترجمة حرفية لهذه المؤلفات، بعد وضع الصبغة الدينية عليها. وقد لا يكون لنا الحق في انتقادهم بذلك، فهذا العلم مطروح للجميع، ولكن ما يمكن أخذه عليهم، هو عدم الإشارة إلى المراجع التي استقوا منها مؤلفاتهم، التي امتلأت بها رفوف المكتبات.

فقط نحن نريد منهم أن يحترموا حقوق النشر الخاصة بالمؤلفين الأصليين، وأن لا يزاولوا علينا لعبة التدليس.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة