Culture Magazine Thursday  06/01/2011 G Issue 328
فضاءات
الخميس 02 ,صفر 1432   العدد  328
 
حين يفقد التابو حرمته!
عبد المحسن بن سليمان الحقيل

حتى وقت قريب كان لدينا تابو ثابت لا يتغير يدور في فلك الدين والسياسة والجنس وكان منطقة محرمة يمنع الدخول لها وتشير إليها أصابع الاتهام وتخلق عالما من التهم الموجهة للمبدع المتجاوز.

وبعدها بمدة يسيرة تجرأ الأدباء على هذا التابو فباتوا يخترقونه وأمسوا يلجون فيه لا يردهم رادع ولا يكترثون برفض الرافضين فصارت الأعمال أو جلها تدور في فلك الجنس أولا ثم الدين الذي لم يكن بمعزل عن التحرش المقصود فالسياسة في أعمال كثيرة.

وبعض أدبائنا بحثوا عن العمل الجميل فلجأوا لهذا الممنوع لأن تمام عملهم لا يحصل إلا به ولا يتم إلا معه وبعضهم لجأ له في محاولة لاستدرار اهتمام المتلقين من جهة وتحقيق نسبة جيدة من المبيعات من جهة أخرى وتثبيت الاسم من جهة ثالثة وغالبا ما تفشل المهمة الثالثة تبعا لوعي القارئ الحصيف.

لكننا اليوم ومع هذا الاختراق الكبير والتجاوز العظيم بتنا بحاجة إلى تابو جديد لم تدسه خطوات العابرين ولم تطرقه ألسنة المبدعين ولم تصل إليه سهام المستهدفين.

يخطر في بالي الأديب العالمي يوسا يوم أن نسف فكرة براءة الأطفال ونفاها تماما فخلق بهذا العمل تابو خاصا به ولا أستبعد أن تتكرر الفكرة مع عدد لا بأس به من المقلدين أو حتى المبدعين المتأثرين.

والأديب السعودي سعيد الأحمد هدم فكرة طهر الأجداد والجدات في كتابه «عسس» وجعلها فكرة محتملة تقبل الرفض أكثر مما تقبل القبول وهو بهذا يخلق تابو جديدا أيضا ولا أشك أن كثيرين سيسيرون على خطاه.

تلك الحاجة للتابو الجديد ستحرض فكر المبدعين لكننا سنقف مع اتجاهين أولهما يسلكه المبدعون فيخلقون عالما جديدا من المحرمات ويقترفونها لكنهم يحتفظون بجمال حضورهم وروعة وجودهم.

وأما الآخر فهو وجود جماعة من الأقزام تلهث خلف كل تافه فتحاول بحمق خلق عالم من الجمال فتسقط في خطأ أسوأ من سوء أعمالهم. لا أفترض وجود قانون يحدد التوجه للتابو الجديد لكني أجزم أننا قريبا سنبعد الثلاثي القديم من دائرة المحرمات تماما وبلا عودة وسنتابع قائمة جديدة وكم أخشى أن تخرج من بين أيدي السفهاء والمدعين.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة