لم تكن صدفة محضة، أن تستهل (الثقافية) سلسلة إصداراتها بـ(الاستثناء) القصيبي، وأن يحتشد قارئوه بذلك الاحتفاء الحميم والعميق به وبمنجزه الكتابي.

ومن يتأمل نوعيات المشاركين بذلك الإصدار، واتجاهاتهم ومشاربهم ومواقعهم، يلمس إلى أي حد كان الاستثناء مقروءاً ومُتابعاً وحاضراً في مشهد ثقافتنا العربية.

وكيف تأتَّى له أن يحظى بتقدير ومتابعة وحرص المشغولين بالكتابة والمقدِّرين لها قدرها؛ مفكرون، ونقاد، وشعراء، وكتاب تعاطوا أدبه، وقرؤوا إنتاجه وتابعوا مراحله وتحولاته، بعين القارئ البصير والناقد الخبير، وسجلوا شهاداتهم بذلك المنجز. حتى دُهش (الاستثناء) نفسه. وعد ذلك (كنزاً) لأولاده وأحفاده يذكرهم به، وذخيرة تبقى لهم من بعده.

وهنا يبلغ الإصدار غايته العظيمة والنبيلة في نفس القصيبي، وهو يرى تقدير ومحبة القراء له. وتلك غايتة المنشودة والمبتغى لرجل ملأ حياتنا مواقف وقيم كتابة ومثل معرفة.

إن إصدار (الاستثناء) يتجاوز كونه مدونة تحفل بعلم معرفة وفروسية ووطنية. ليكون نموذجاً يُحفظ به حق المتميزين بالإشادة. ومما يشكر للقائمين عليه أن جُعل توقيته في حياة صاحبه المديدة بإذن الله، ليرى كيف أورقت كلماته تقديراً وأزهرت قراءة ومحبة. لتظل معيناً ينهل منه دارسو أدبه. ومرجعاً يفيد منه قراء إنتاجه، بحجم تلك الوفرة من المتابعات والدراسات والشهادات، وذلكم هو الاستثناء. الثقافية تهنئ محبي القصيبي بعودته وتدعو له بدوام الصحة والعافية.