Culture Magazine Thursday  20/05/2010 G Issue 311
فضاءات
الخميس 6 ,جمادى الآخر 1431   العدد  311
 
كلمات
إدام القوت في تاريخ حضرموت..!
محمد بن أحمد الشدي

أهداني صديق عائد من معرض القاهرة للكتاب هذا العام رحلة في كتاب ومؤلف (إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت) لعلامة حضرموت ومفتيها السيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف المتوفي سنة 1375هـ تحقيق وضاح بن عبدالباري طاهر صادر عن تريم للدراسات والنشر بصنعاء بالجمهورية اليمنية.

الكتاب يقع في 121 صفحة من الحجم المتوسط. يعرف الكتاب بأن عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف علم من أعلام النهضة الإسلامية في اليمن ومجددي مجدها، ولد في علم بدر من ضواحي سيئون عام 1300هـ وتربى في أحضان والده العلامة الزاهد عبيدالله بن محسن السقاف وكان من أهل العلم والصلاح كما أن والدته لها مشاركة وقراءة في كتب العلم وكان وحيدها مما جعله موضع اهتمام ورعاية كاملين، درس على والده القرآن وحفظه إياه ثم درس على شيخه العلامة محمد عبدالقادر حميد وعلى ابن عم أبيه العلامة علوي بن عبدالرحمن السقاف، ثم اختص بالسيد المسند عيدروس بن عمر الحبشي وبه انتفع وعلى يده تخرج وتأثر به وأحبه.

تأثر الكاتب بهذا العلامة حين لفت نظره ما نشر في مجلة العرب التي كان يصدرها المؤرخ الكبير العلامة حمد الجاسر بمقال لابن عبيدالله بعنوان حضرموت بلدانها وسكانها والمقال نشر بهذا العنوان هو نفسه كتاب (إدام القوت).

إلى حضرموت بلدانها وسكانها بسبب وهم حصل به ويرى الكاتب أن هذا الكتاب الذي قرأه لعبيدالله قد جرد علم جغرافية البلدان من صورته البحتة الجافة وصبه في قوالب من الألفاظ الجزلة الحية والمعاني الرائعة بأسلوب جذاب في غاية الجمال ونهاية الكمال جرى فيه على الطريقة الجاحظية في الترسل والتنويع والاستطراد، لذا تجد في غضونه الفقه والتاريخ والسياسة والنقد والأدب والشعر فضلاً عن الجغرافيا مما دفع الكاتب أن يقوم بالتعريف.

بهذا العلم الفذ يعد من أهم رواد النهضة والتنوير الإسلامي في اليمن وهو لا يقل مكانة عن أعلام اليمن المجتهدين أمثال الوزير وابن المقري والموزعي والبد الأهدل والجلال والمقبلي والأمير والشوكاني، بالإضافة إلى المقدمة والتعريف بهذا العالم قسم المؤلف الكتاب إلى قسمين القسم الأول عن مرافئ حضرموت من أعلاها إلى أدناها والفكر التربوي عند ابن عبيدالله السقاف والوفاء عند المسلمين.

القسم الثاني: في أواسط حضرموت من أعلاها إلى أدناها وتشتمل الدعوة للتيسير في الدين ونبذ التشدد والمعارك الفكرية بين ابن عبيدالله وعلوي بن طاهر الحداد وانصافه للطليان والنقد الأدبي عند عبيدالله وذكر الوهابية. والنقد التاريخي وانتقاده للثورة العربية وترجمة زوج ابن عبيدالله والترجمة الكاملة للعلامة علي الحبشي. كما تناول الكتاب في هذا القسم أبوبكر بن عبدالله العيدروس العدني وحياد ابن عبيدالله في النزاع العلوي الأشادي وسعيه للصلح ومنهج الشك وخلدونيات ابن عبيدالله وطبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد وتأثيره في فكر ابن عبيدالله وترجمة العلامة محمد بن عقيل والتجرد عن الهوى الكتاب في مجمله سفر ممتع يغوص في أعماق هؤلاء العلماء الذين كان لهم تأثير عظيم في تاريخ اليمن وكان لهم حضور قوي في الأحداث التي مرت على هذه المنطقة. وهناك في هذا الكتاب أقوال، فقد تكلم عن اسم حضرموت الأول وهو (عبدل) ونقل عن بعضهم أنه كانت تسمى (وبار) ثم سميت (وادي الأحقاف) ثم سميت (حضرموت). تلكم عن حدودها ونقل عن صاحب (التاج) أنها واد بين عمان وأرض المهرة وفي جواهر الأنفاس للشيخ عبدالله باسودان وتحديد حضرموت في العرف كما حققه شيخنا على بن شهاب.. وقال بعضهم إن من أسمائها برك الغماد وأيد هذا القول بأمور منها أنها مضرب المثل في البعد قال الشمردل بن شريك يصف الرياح:

بلغن أقصى لرمل من يبرينا

وحضرموت وبلغن الصينا

وقال قيس:

ولو أن واش باليمامة داره

وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا

وبعضهم يرويه (أقصى حضرموت) وهو أنسب.. قال المؤلف رحمه الله إنما قلت سابقاً أن الأنسب في بيت قيس أن يقال (بأقصى حضرموت) لأن أعلاها يقرب من نجد فلا يليق أن يكون غاية للبعد.

وقال قال المقداد وهو حضرمي للنبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه، وفي الصحيح أن أبا بكر هاجر إلى الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد... إلخ الحديث.. وذكر الشراح فيه أقوالاً أحدها بحضرموت.. ثم تكلم عن بدء أمر الكسادي وذكر محبة أهل المكلا له ونزاعه مع عمر بن صلاح الكسادي وعوض بن عمر القعيطي وتحكيم حكومة عدن وذهابه إلى السواحل الإفريقية.. ثم ذكر آل باوزير ودولتهم في جزائر القمر.

الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة