إن للبشر رؤى تحقق وتأملات تفتح بها الأبواب التي لطالما كانت تأبى الانفتاح وذلك حينما يكسوها عمق في الكلام ودقة في الوصف وحضور للحجة ومرآة تعكس الحاضر. والبداية تظهر معالمها عندما تمتزج بنبع يفيض بياناً مذهلاً, عقول وهمم ورؤى كالدرر بل وأنضر من قطرات الندى التي تحتضنها وريقات الشجر أوقات السحر, حديث الكلمات لديهم استهلال بالأماني يتخطى الحدود واستشراف للمستقبل يسابق الزمن, قوة في الفكر وقوده عزم يبدد الظلام بنور يشع في الأرض والسماء.
قد تبدو تطلعات البعض من الصغار وأمانيهم المترجمة بحروفهم كثيرة من خيال ولكنه خيال يحاكي جزءاً من الواقع أو يتنبأ بشيء من المستقبل وكلاهما عماد للحياة لا ترى الحياة بصورتها الكاملة بجزء دون الآخر.
الخطوات قد تكون بطيئة لكنها موجودة قد تقدم وتحجم لا لشيء سوى أنها تبحث عن دلالات توصلها إلى الطريق بلا وقفات. كما لدينا مناجم ثرية أدبية من الأديبات والمفكرات ومبدعات الريشة بل وفي شتى المجالات التي لا مجال لحصرها قد تغلقها البيئة التي لم تعتد تواجدها ولا تدرك قيمتها وقد تغيب عنها المؤسسات القوية والداعمة ذات الشروط الغريبة واللهجة العلوية المنفرة وتظل المدارس والجامعات الحاضن لكنها بحكم تمر حلها لا تكون المرجع الدائم.. هذا إذا أعطيت المؤهلات والإمكانيات وبادر المتعاونون وأدارها الماهرون والمهتمون.
همسة لوزارة الثقافة والإعلام:
دور تنمية القدرات واحتواء المواهب الأدبية يكون منذ الصغر
فأين دور النوادي الأدبية من هذا؟..
الأزهار عطشى.. والنبع بالقرب منها موجود.. فأين المزارع؟
كتب أديبنا عباس محمود العقاد:
لا يكفي أن تكون في النور لترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه.
هدى بنت ناصر الفريح - البكيرية