الثقافية - علي سعد القحطاني
عاش في لبنان لأكثر من ثلاثين عاما، ووجد فيها البيئة الخصبة لإرواء مفردات قصائده وبفضل ما فيها من إمكانيات النشر والانتشار والاحتكاك بكل الأطياف فقد قام أحد المستشرقين بترجمة كتبه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية.. التقت (الثقافية) بالشاعر والناثر في آن معا عبد الله بن سعد اللحيدان وتحدث عن أسباب انقطاعه عن الكتابة وعن أثر البيئة الثقافية والإعلامية في لبنان وأثرها على المثقف العربي والسعودي وأوضح اللحيدان إلى أن الذين يمثلون المشهد الثقافي السعودي في المهرجانات العربية موظفين رسميين لا علاقة لهم بالإبداع وأن المبدعون الحقيقيون مبعدون عن المشاركة فيها.
لماذا انقطعت عن الكتابة في السنوات الأخيرة؟
- لم أنقطع عن الكتابة ولا القراءة، وإنما انقطعت عن النشر في (الزوايا الثابتة)، فقد كنت أنشر في السنين الماضية نصوصا متفّرقة في صحف ومجلات سعودية وعربية.. لأن الكتابة لعدة سنوات متواصلة في (زاوية يومية أو أسبوعية ثابتة) ترغم الإنسان على أن يكتب وينشر (بفعل ضغط الوقت) أشياء تكون في حاجة إلى تأمل ومراجعة وتدقيق.. وهذا ما أفعله منذ عدة سنوات.. حيث قمت بمراجعة رؤاي ومواقفي وقناعاتي وكل ما كتبت.. وقد قمت مؤخرا بنشر الذي لا أزال مقتنعاً به في عدة كتب.. وقد صدر لي في السنوات الأخيرة عدد من الكتب والدواوين منها:
1- من الذي يعبث؟ (ديوان شعر)
2- لماذا أحبك أو أكرهك؟! (ديوان شعر)
3- كيف نكون؟ (كتاب/ ديوان.. نصوص مفتوحة)
4- روح أمريكية، هل أنا لا أحد؟
5- من أين لهم هذه القوة ومن يكسب الرهان.
6- الذين يحلمون لماذا يحلمون؟
ولدّي - الآن- عدة كتب تحت الإعداد والمراجعة والطبع.. (في الفكر والأنواع الأدبية والفنون والإبداع) وغيرها من القضايا الإنسانية والجمالية.
لبنان بلد يغري كثير من المثقفين العرب للعيش فيه، ومن خلال معايشتك في بيروت لسنوات طوال حدثنا عن البيئة الثقافية والإعلامية في لبنان وكيف تجد أثرها على الكاتب العربي والسعودي؟
- لا يوجد فرق، فالبيئة العربية واحدة، وإنما إمكانيات النشر والانتشار والاحتكاك بكل الأطياف متوفر في لبنان كونه بلدا (مفتوحا) ولذلك يقوم الآن أحد (المستشرقين) بترجمة بعض كتبي إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية وهذه (الصدفة) قد لا تتوفر لي في الرياض.. أو في أي بلد عربي آخر.. وأنا لم أذهب إلى لبنان من أجل ذلك.. وإنما أنا شبه مقيم هناك منذ أكثر من ثلاثين عاما.. لأنني متزوّج من (لبنان) وأبنائي (الآن) يدرسون (هناك).. (لبنان وطني الثاني).
كيف تقارن مستوانا الثقافي والإعلامي بالمستوى العربي العام ولماذا لا يتواجد السعوديين في الفعاليات الإعلامية والثقافية العربية؟
- مستوانا الثقافي والإعلامي والإبداعي لا يقلّ عن المستوى العربي العام، ولكن الآخرين لا يعرفون عنّا سوى القليل ولا يعرفون منّا سوى عدة أسماء تعدّ على أصابع اليد الواحدة.. مثل القصيمي، عبد الرحمن منيف، الغذامي، البازعي، تركي الحمد.. ورّبما يعود السبب إلى كسلنا الإعلامي.. وإلى أن الذين يمثلوننا في المهرجانات والفعاليات الثقافية (خارج المملكة) و(داخلها أيضاً) هم من الموظفين الثقافيين والأكاديميين.. وليسوا من المثقفين والمبدعين المستقلّين عن المؤسسات الرسمية،، ولذلك تجد النمط نفسه والأسماء نفسها والأفكار والطروحات والتقليدية والثقافية الرسمية(نفسها) والآلية والتكرار!! فما بالك (بالعودة إلى الوراء) ثقافياً وإعلامياً.. والعالم يتقدّم ويقتحم الآفاق الحديثة والجديدة والمجهولة ويرتكب المغامرات الرائعة.