الثقافية - خاص
كما قدَّم من سبقهم جهداً مشكوراً - اختلف حول قيمته وإضافته وجدواه لمشهدنا الثقافي - قدَّم أعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية الحاليين الذين تنتهي ولاية أكثرهم بعد عام، إنجازاً يستحق أن يذكر فيشكر، إذ خلَّصوا إصدارات الأندية من ربقة المجاملة وتواضع المستوى وظلام المستودعات.
وخرجوا من معضلة ضياع آلية النشر والتوزيع، التي ظلَّ السابقون يرحلونها من مؤتمر للرؤساء إلى آخر، طيلة عشرين عاماً تقريباً.
وإذا ما استثنينا نادي جدة الأدبي، الذي تميّزت إصداراته مبكراً بجودتها ونوعيتها القيمة. فإن باقي الأندية لم يعطِ لهذه القضية ما تستحقه من مراجعة وتقييم منهجي واهتمام.
إلا أن بعض المجالس الجديدة ومن خلال الشراكة في الطباعة والنشر مع مؤسسات ومراكز مرموقة في سوق نشر وتوزيع الكتاب، قد حققت شرط الجودة والقيمة المعرفية لمطبوعاتها، فدخل نادي الرياض بشراكة مع المركز الثقافي العربي ونادي حائل مع دار الانتشار، ونادي المدينة مع الدار العربية للعلوم ناشرون، مما انعكس على طبيعة تلك الإصدارات من حيث القيمة والمحتوى. وبذلك حققت ما كان ينشده الكثير من ضرورة ترشيد كمية ونوعية الإصدارات، والاحتفاء بالجاد والأصيل، بعيداً عن المجاملة والتشجيع المجاني. إن خطوة كتلك تعكس مستوى من الوعي بإدارة العمل الثقافي، والاحتفاء بالإصدارات الجادة والباحثين الحقيقيين وأعتقد أن دراسة هذه التجربة وإعادة تقييمها والإفادة من محصولها، قمينة بأن تكفل لإصدارات الأندية ثقة القارئ الحصيف، وثقة المؤلف بجهة تحترم إنتاجه وتقدِّره، وتضمن له الانتشار.