Culture Magazine Thursday  07/01/2010 G Issue 293
فضاءات
الخميس 21 ,محرم 1431   العدد  293
 
شمس تطلع من النافذة
سارة الزنيدي

كانت تتأمل كل شيء حولها..

جدران غرفتها سجادتها غطاؤها المرمى بإهمال ( غير مقصود ) تحت قدميها!!

تنثر بقايا قهوتها الباردة على ورقة كتاب.. تحاول رسم خطوط طويلة!

ترفع الفنجان الصامت ترمقه بنظرة باحثة عن اللاشيء وما أصعب أن تضيع الوقت بالبحث عن اللاشيء.....!!!!

ربما تدعيّ بأنها قارئة فنجان لعلها تبدع في شيء «ما»!

تستهويها لعبة التخمين..

حظها العاثر يغرق في خطوط القهوة السوداء..!

تبدأ بتدقيق في مسام جلدها كم تكره شكلها حقيقة لا تعرف لماذا..؟!

ربما ذاك النمش المتطاير على كتفيها يجعلها تشعر بأنها أقل (جمالاً) من غيرها..

كثرة تحديقها بالمرآة جعلت منها إنسانة مرتابة..

إنسانة تبحث عن الكمال في جسدها الصغير..!

يشدها منظر (الباب)..!!!

تنظر لمقبض الباب الصامت.. قطعة الحديد الباردة المتشبثة بوسط الباب..

لعلهاّ ترغب بمنظر أكثر إثارة...

ربما القدر يسمح لتلك القطعة الحديدية بالدوران..

حتى عقارب الساعة تدور مرتين في نفس اليوم الواحد!!!

لماذا هي باقية دونما حراك؟!

خفية تلك المساحة......!!

الفاصلة بين القلب والزمن..

وكأنه خيط رفيع يسمح لها بحياكة النهاية بطريقة مختصرة جداً....!

كم هي (ضعيفة)..

تجلس وحدها وتفكر وحدها وتبكي وحدها وتضحك وحدها (وتحب) أيضا وحدها....!

تبحث عن الحكمة في ذاك العمر..

«العمر» هو الوحيد الأكثر دقة..

«العمر» يذكرنا بأنه لا يحق لنا المتعة فقط..!!!

قد يسألون يوما عنها..!

هل كانت هنا؟

هل مازلت هنا؟

هل كانت تفتح نوافذها للصباح كي تدخل الشمس..؟!

هل تسمح لتلك الشمس بأن تفضح عيوبها؟

هل سمحت للريح أن تعبث بها؟!!

خارج السور..

خارج حدود المعقول واللا معقول..

تخطت الموت والعادات..

السيرة الذاتية هي التي لم تكتب أبدا..!!!

ولكنها لم تخفها..

أكثر جرأة منا جميعا..

هي الآن تنتقل في فضاء اللانهاية..

لكنها (مرتاحة) جدا!!!!

sara.alzonaidi@gmail.com عنيزة

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة