التأليف في مجال الفن التشكيلي في المملكة مغامرة.. فمن يتبنى النشر لا يضمن في الغالب مردوداً ربحياً كافياً كناشر.. التشكيل هنا (في المملكة العربية السعودية) لم يزل يفقد المؤلفات التشكيلية التي تعرّف وتقدم الفنانين التشكيليين وتقدم تجاربهم.. بل وتقدم الاتجاهات والتيارات والأسماء وما أكثرها.. وغير ذلك.

عندما نتتبع المطروح من تلك المؤلفات القليلة المعروضة في السوق فلن نجد إلا البعض الذي يُباع على نطاق ضيق من التوزيع.. وقد تبنت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في العام2000 كتاب: (مسيرة الفن التشكيلي السعودي).. ولم يوزع هذا الكتاب إلا على نطاق محدود.. وكثير من الفنانين والفنانات والباحثين يسألون عنه وعن مكان بيعه أو الحصول عليه؟

كتب أخرى لعل أهمها: التصوير التشكيلي في المملكة العربية السعودية.. لمؤلفه سهيل سالم الحربي.. وهو مشروع رسالته في الماجستير.. هذا الكتاب يوجد في القليل من أماكن البيع كبعض المكتبات.

هناك كتب أو ألبومات لفنانين معروفين صفية بن زقر ومحمد السليم وعبد الحليم رضوي.. وأخرى طبعتها أندية أدبية في جيزان والمدينة المنورة لخليل حسن خليل ود. فؤاد مغربل، أما ألبوم الدكتور محمد الرصيص فعن طريق مؤسسة الفن النقي التي طبعت كتاب الحربي، كما ويوزع بشكل أفضل كتاب الحركة التشكيلية في المنطقة الشرقية لعبد العظيم الضامن وطبعه على نفقته الخاصة.. وبالتالي سعى منذ إصداره على توزيعه وانتشاره.

هناك الألبومات الأخرى لطه صبان وقدم له عمران القيسي.. وضم هذا الألبوم عدداً كبيراً من إنتاج صبان لكنه أيضاً لا يوجد في الأسواق كألبومات أو الكتب المصورة لمغربل وخليل والرصيص، على أن كتاباً هاماً لضياء عزيز من إصدارات المنصورية للثقافة والإبداع لم يوزع إلا على نطاق ضيق وفي حدود توزيع المنصورية للكتاب، وفي قاعة حوار مجموعة من إصداراتها المطبوعة بمناسبة معارض أو مناشط أقامتها وعلى نطاق القاعة فقط.. وهي أدلة ترافق إقامتها عروضاً لفنانين أغلبهم من خارج السعودية.

لا تزال الساحة التشكيلية المحلية تعاني نقصاً كبيراً في التأليف والنشر عنها بشكل يعرف بها في الداخل والخارج.. وكثيراً ما يوضع هذا الغياب مبرراً للمؤلفين أو الكُتّاب أو الباحثين عندما نضع استفهاماتنا عن تغييب الفن التشكيلي السعودي عن مؤلفاتهم.. ومع أني لا أرى ذلك مبرراً كافياً.. إلا أن الساحة بشكل عام ينقصها ذلك وعلى نحو لافت.. فنشاطها الكبير الذي يتعدى الحدود يحتاج لمطبوعات وكتب تقدمها.. وأرى أن الجهات الخاصة هنا لم تزل في طور من التردد عما إذا كانت الطباعة في هذا المجال ذات مردود، وأعتقد أن الكتب التي يمكن أن تشتريها بعض الوزارات خصوصاً الثقافة والإعلام هي المحفز الأكبر للناشرين أو المؤلفين.. وأرى أن هذه الطريقة لا تجذب إلى عملية النشر أو حتى التأليف.. وبالتالي أتمنى أن تجد حلاً آخر وأكثر عملية.. وهو أن تتبنى نفسها الطباعة، وهو ما تقوم به بعض وزارات الثقافة العربية لفنانينها وكُتّابها، والنشر والتوزيع عن طريق دور نشر معروفة وذات شهرة وتصل إلى أنحاء العالم، وقد قامت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بطباعة كتاب الفنان أحمد فلمبان: (التشكيليون السعوديون).. وهو الببلوغرافيا التي تعرف بهم من خلال معلومات فنية موجزة.

عرفت عن كتاب لفيصل الخديدي (مدونات تشكيلي) قرأت دراسة عنه لمحمود النجار نشرتها مجلة التشكيلي الكويتي والكاتب مصري حسب مصدر الكتابة، وكتاب عن الفنان محمد السليم عنوانه: (الموهبة الفذة والمهمة المستحيلة) للدكتور عبد الله الزيد، هذان الكتابان لم أرهما في السوق المحلية خصوصاً المنطقة الشرقية ومثلهما كلما ما ذكرت عدا كتاب الضامن.

هناك كتاب (الموسوعة الوصفية لحركة الفن التشكيلي النسائي بالمملكة العربية السعودية) وصدرت مؤخراً وتحدث حوله الفنانة هدى العمر والدكتور محمد الرصيص بالتحليل والنقد ولم أعرف عن هذا الإصدار إلا من خلال الصحف المحلية التي احتفت بتدشينه أو الكتابة عنه.

هناك مشروعات تأليف وهنا إصدارات قد تكون قريبة.. لكنا بالمقابل نطمح أن تكون على نحو يواكب النشاط من جهة ويغذي المشاريع والدراسات العليا لكليات التربية أو أقسام التربية الفنية في جامعاتنا التي بدأت تمنح الدكتوراه.. ولعل هذا ما يمكن أن تقوم به وكما أشرت، وزارة الثقافة والإعلام أو حتى الجامعات السعودية نفسها والتي تبنت طباعة بعض الكتب لأساتذة يعملون فيها ولكن عن التربية الفنية تحديداً.