إذا رأيتِ نَقَاءً في السُّطورِ .. إذا
سَمِعْتِ هَمسَتَها أو إنْ شَمَمْتِ شَذَا
فَقَلِّبي شَذرَةَ الإحساسِ وَ ابتَهِلِي
حتى يُقَاسِمَكِ التَّابوتُ مَا أَخَذَا
كُلُّ الرَّسائلِ ضَاعَتْ غَيرَ وَاحِدَةٍ
تَقُولُ إنْ كانَ رَمزٌ للوَفَاءِ فَذَا
لَبِثْتُ تَحتَ طِبَاقِ المَوتِ أَزمِنَةً
وَ قُمتُ للعِشقِ عَرَّاباً بِغَيرِ أَذَى
وَصُورَتي تَصقُلُ الأَحدَاقَ!! لو غَرَبَتْ
يَوماً سَتُدرِكُها الأَبصارُ دُونَ قَذَى
أَعِيشُ ذَاكِرةَ المرآةِ!! أَرمَلَتي
فَيضُ الخَيَالِ وَ إرثي للزُّجَاجِ كَذَا
الحِبرُ أَجمَلُ أَيتَامي!! حَقَائِقُهُ
هَمَّازَةٌ وَ سَبيلُ الشِّعرِ حَيثُ حَذَا
الحِبرُ وَ الشِّعرُ قُربَانَان في شَغَفي
تَعَانَقَا لَحظَةَ العِرفَانِ فَانتَبَذَا
وَ حينَ أَتخَمْتُ بالظَّلمَاءِ نَافِذَتي
تَخِذْتُ عَينَيكِ قِنديلَين فَاتَّخَذَا
تَضَافَرَا في نِصَالِ الشَّوقِ!! مَا نَضَبَتْ
قَرِيحَةٌ تَرقُبُ القُطبَينِ إنْ شَحَذَا
سَأَلتِ!! مَا مَبلَغُ الإيحاءِ مِنْ رَجُلٍ
أَلغَازُهُ الضُّوءُ مَجرُوحاً وَ إنْ نَفَذَا
سَتَفهَمِينَ مع الأَيَّامِ أَجوِبَتي
إذا تَوَضَّأتِ بالأَشعَارِ!! قُلتُ (إذا)!!
فهد أبو حميد